الرأي الحر

الإغتراب … بين النأي والإقتراب

بيت الشعر .. ملاذا للغريب

د. حافظ رسلان

الغربة منفى إختياري يتحول أحيانا إلى كابوس إجباري. ومابين الحلم والواقع ؛ يبحث المغترب عن ذاته فيجد نفسه بعيدة عنه ويضطر للعودة للماضي يستقي منه لحظات صادقة بريئة تروي ظمأه في صحراء المدينة الحديثة الغريبة.

ويبقى الشعر قنطرة يعبر بها المغترب مابين الماضي والحاضر. تنقله الكلمات وتسكره الآهات، يبني له بيتا من شعر يسكنه روحه:

تنويعات علي قيثارة الغربة

عندما تغيب بسمتي
تظلم حولي دنيتي
و تثقل على غربتي
يرحل النهار عنى
مخلفا ورائه
ليل طويل كئيب

تتحول الأشياء
إلى أضدادها
لا أجد منى
سوى ذكريات
أوراق أزهار
كلمات تركتها أمي
في ركن من الدار

أشيائي تفقد معناها
آه رباه ارحمني
وأعد إلى إياها

في غربتي
أرحل دوما
نحو قريتي
نهر وضفاف
شجرة صفصاف
قلب شفاف

بيتنا الصغير
حوله الأشجار
يضيئه النهار
يملأه الصغار
فوضى وسعادة

مللت نفسي
ألومها دوما
تصرخ في
الرب يسكنني
يحميني .. يسترني
ولو عادت إليك أمك
لصرخت هي فيك
وملت من شكاواك
من الأحزان
فقم وانفض عنى
غبارا علق بأهداب الزمان
وأعد إلي بسمتي .. و دنيتي

فإني وان طالت بي الأيام
مازلت طفلا يحبو
يعبث دوما
بأوراقه و دواته
يشكل معها الأحلام
يعيشها ..
ويحلم أنه ..يحلم

شعر حافظ رسلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى