ألمانياأوروبا

من سيفوز برئاسة الحزب الحاكم في ألمانيا بعد قرار ميركل بالانسحاب؟

 

قبل أسابيع قليلة من انعقاد المؤتمر العام لحزب (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) C.D.U ، قررت المستشارة الألمانية ورئيسة الحزب الحاكم عدم الترشح مرة أخري لرئاسة الحزب كما أعلنت عن انسحابها من الترشح كمستشارة ألمانية (لرئاسة الوزارة) بعد انتهاء فترة توليها منصبها الحالية والتي ستنتهي عام 2021 وعدم التقدم لفترة جديدة تالية.

ومن المنتظر أن تسفر نتائج المؤتمر العام للحزب وجمعية العمومية التي ستنعقد يومي 7 و8 ديسمبر المقبل عن اختيار رئيس الحزب الجديد خلفاً لانجيلا ميركل.

ويتقدم لهذا المنصب ثلاث شخصيات هامة في الحزب, أولهما: السيدة انجريت كرامب – كارينباور (56 عاماً) ويطلق عليها بالحروف الثلاث (AKK). وكانت تشغل منصب أمين عام الحزب منذ فبراير 2018. وكانت انجيلا ميركل هي التي قامت باختيارها لشغل هذا المنصب, وخاصة بعد أن سجلت (انجريت) شعبية واسعة في مقاطعة (سار) وتفوقت علي منافس انجيلا ميركل القوي مارتين شولز- رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي S.P.D وفازت انجريت كرامب برئاسة هذه المقاطعة الكبيرة. وقطعت الطريق علي مارتين شولز لمنافسة ميركل في رئاسة الحكومة.

انجريت كرامب – كارينباور

ويقال في الحزب أن انجيلا ميركل هي التي اعدت انجريت كرامب لتولي منصبها بعد خروجها من رئاسة الحزب, ويحسب لانجريت كرامب أنها كانت دائماً مؤيدة لمواقف انجيلا ميركل وداعمة لها في حملاتها الانتخابية المختلفة, بالإضافة إلي أن لها علاقات خاصة ومميزة مع المستشارة الألمانية.

ومن المرشحين أيضاً لرئاسة حزب الاتحاد المسيحي, الشاب الطموح الثائر دائماً (يانز سبان) 38 عاماً والمعروف عنه أنه كان عضو في (لبرندزتاج) مجلس الشعب الألماني, وعمره لا يتجاوز الثانية والعشرون عاماً, ودراسته في مجال الأموال والبنوك ساعدته علي تولي منصب مستشار لوزير المالية الألماني.

غير أن يانز سبان كان دائم الانتقاد لسياسة انجيلا ميركل ومتمرداً عليها, وبهدف ترضيته وإيقاف انتقاداته اللاذعة لسياسة الحكومة الألمانية برئاسة ميركل, قامت الأخيرة بتعينيه مؤخراً وزيراً للصحة.

وبالرغم من ذلك فإن هذا (الفتي المتمرد) لم يتوقف عن الإعلان عن عدم رضاؤه بما يتم اتخاذه من قرارات داخل الحكومة, ولا يخشي من الانتقاد بعض السياسات التي تنتهجها ميركل علي الملأ.

فريديريك ميرز

أما المرشح الثالث فهو (فريديريك ميرز) 62 عاماً, وهو منافس قديم للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل وله تاريخ طويل في الحزب. كان (فريديريك ميرز) يشغل منصب نائب في البرلمان الألماني من عام 1994 إلي عام 2009, وكان رئيساً للمجموعة البرلمانية التي تضم الحزبين الحاكمين من عام 2000 إلي عام 2002وفي هذه الأثناء استطاعت ميركل الصعود في البرلمان والحصول علي شعبية كبيرة مكنتها من الحصول علي منصبه لرئاسة.

 

ويرغب فريديريك ميرز – الذي يعتبر أحد المرشحين الوزن الثقيل- في أن يكون خلف لانجيلا ميركل, لرد اعتباره بعد أن كان قد اضطر للعزوف عن العمل السياسي لفترة من الزمن.

وبخلاف الشخصيات الثلاث السابق ذكرها, فمن المتوقع أن يضم لهذه القائمة مرشحين جدد لرئاسة الحزب, غير أن هذا يخضع (للتكتيكات) الحزبية والحسابات الاستراتيجية للانتخابات داخل الحزب.

وتعتقد الدوائر السياسية في ألمانيا, أن وصول شخصية منافسة لسياسة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في رئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (C.D.U) الحاكم قد يدفع ميركل إلي ترك منصبها كمستشارة, أو رئيسة للحكومة الألمانية، الأمر الذي ينتج عنه احتمالية خروج ميركل أو استقالتها من رئاسة الحكومة قبل انقضاء فترتها الزمنية المحددة والتي ستنتتهي عام 2021، وهذا ما ستحدده نتائج انتخابات الحزب.

رشدي الشافعي

المهندس رشدي الشافعي
مؤسس ورئيس تحرير جريدة «الحرية» منذ عام 2009.
بكالوريوس الهندسة المدنية «إنشاءات»
كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية.
صحفي، مدير مكتب جريدة الجمهورية المصرية
في باريس سابقاً.
رئيس مجلس التعاون المصري- الأوربي.
زر الذهاب إلى الأعلى