“شبكة مجارى مفتوحة”.. على قضبان السكك الحديدية ..!!
صمت وزارة البيئة أمام مظاهر التلوث البيئي
خطاب مفتوح إلى الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة:
الدكتورة ياسمين صلاح الدين فؤاد – وزيرة البيئة – عملت في وزارة البيئة منذ أكثر من ثمان أعوام وتقلدت منصب مستشار ومساعد لوزير البيئة، ومسئولة عن عدة ملفات هامة، إلى أن استلمت مسئولية وزارة البيئة في يونيو ٢٠١٨.
وبعد استلامها حقيبة وزارة البيئة، سافرت إلى عدة دول لتمثل مصر في العديد من المحافل الدولية بشأن البيئة.
وهى بالطبع كان لها فرص كثيرة للسفر داخل مصر، عن طريق شبكة وخطوط السكك الحديدية المصرية، وإدراكها للفارق الهائل بين مستوى خطوط السكك الحديدية المصرية ونظيرتها في أوربا مثلا.
ومن الأدوار التى يجب أن تقوم بها وزارة البيئة هى التوعية العامة بشأن أهمية الحفاظ على البيئة، ومقاومة كل مظاهر التلوث.
غير أن الملفت للنظر خلال سنوات طويلة ماضية، هو صمت وزارة البيئة عن التصدى للتلوث الكبير والهائل الذى تحدثه هيئة السكك الحديدية من تشغيل قطاراتها على خطوطها التى يبلغ طولها عدة آلاف من الكيلومترات، ويستخدمها عدة ملايين راكب يوميًا، وذلك من خلال “شبكة مجارى مفتوحة” في الهواء الطلق، مباشرة.. على قضبان السكك الحديدية ..!!
فجميع قطارات السكك الحديدية – والفاخر منها أيضًا – تصب ناتج دورات المياه أو ناتج مخلفات المجارى من مراحيضها المتواجدة في كل عربة، من خلال “ثقب” أسفلها، على قضبان السكك الحديدية مباشرة..!!
فلا توجد بالعربات خزانات لجمع هذه المخلفات ومعالجتها، ويتسبب ذلك في نتائج مدمرة للبيئة – بطول خطوط وقضبان السكك الحديدية- والتي تتسبب في تكاثر الذباب والحشرات والقوارض بكل أنواعها، وتساعد على إنتشار الأمراض وغيرها من الآثار الجانبية الأخرى على البيئة، وأيضاً التلف السريع لفلنكات السكك الحديدية المصنوعة من الخشب، والتى تربط بين قضبانها.
وخلال سنوات طويلة لم تتقدم هيئة السكك الحديدية بمبادرة لتصنيع خزانات ملحقة بعربات قطاراتها، لجمع مخلفات مجارى القطارات، ولم تتوجه وزارة البيئة بأية ملاحظات أو طلب أو اقتراح للهيئة بايقاف هذا التلوث البيئي، الذي لا يتناسب مع العصر الذي نعيشة، ويعطي صورة سلبية لنا أمام العالم، في ظل معونات ومساعدات مالية ضخمة تحصل عليها وزارة البيئة من منظمات وهيئات عالمية عديدة، لإنفاقها في مجال المحافظة على البيئة ومكافحة التلوث.
ومعالجة موضوع مراحيض مياه القطارات، ليس بحاجة إلى دراسات طويلة، “وخبراء أجانب”، بل أن الأمر يتلخص في تصميم وتنفيذ “خزان من الصاج” لاستقبال مجارى القطارات أسفل مراحيضها في عربات السكك الحديدية، وتصميمه بصورة تسمح باستبداله لتنظيفه ومعالجة المخلفات في محطات معدة لذلك، أو في عنابر الصيانة بالمحطات الرئيسية.
وحل هذا الموضوع، هو أمر بسيط وليس معقد، أو بحاجة الى مكونات كمبيوتر، أو استخدام تكنولوجيا جديدة، أو استيراد قطع غيار من الخارج، بل أنه يمكن “لمهندس مبتدئ” يعمل في السكك الحديدية أن يقوم بتصميم ذلك، كما أعتقد أن تكاليفه لن تكون باهظة أمام الخسارة الهائلة التى يتحملها المواطن والدولة نتيجة لهذا التلوث وآثاره.
وفي النهاية، عندما طلبت من صديق مهندس، يعمل في السكك الحديدية، عن رأيه في ذلك أجابنى:
“نحمد الله أن مصممى القطارات -في ذلك الوقت- لم يشاركوا في تصميم الطائرات… وإلا لغرق سكان منطقة “التجمع الخامس” المتاخمة لمطار القاهرة ، في مياه مجارى الطائرات التى تحلق فوقها بكثرة، وعلى ارتفاعات منخفضة !!