الدانمارك

هل تفوز”ميتا فريدريكسن” زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمنصب رئاسة الوزراء في الدانمارك ..؟

التجربة الدنماركية.... الإنتخابات البرلمانية 2019

“ميتا فريدريكسن” زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمرشحة لرئاسة الوزراء في الإنتخابات المقبلة

رسالة كوبنهاجن – مهندس/محي الدين غريب

مهندس/ محي الدين غريب

الدنمارك البلد الأشتراكى الديمقراطى الآمن الهادئ الصغير، حيث التطبيق الديمقراطي يكاد يكون نموذجياً وكاملاا واضحااوبسيطا، أجيد فيها مزج الحرية والعدالة مزجا متوازنا نتاج أعوام طويلة من العمل المخلص اشتركت فيه جميع طبقات الشعب على الصعيد الفكري والعملي لإنجاح تجربتهم الديمقراطية.

لتحقيق هذاالتوازن الدقيق بين العدل والحرية، فلا أن يكون العدل تابعاً للحرية، ولا أن تكون الحرية نافلة تتحقق إن سمح العدل بتحقيقها، لذلك حققت الدنمارك أحلامها لتحتل المراتب الأولى فى العدالة الإجتماعية وفى مكافحة الفساد وفى السعادة وفى حرية التعبير، وغيرها.

منذ أيام أعلن رئيس الوزراء الدنماركى لارس لوقا راسمسون Lars Løkke Rasmussen عن أن 5 يونيو 2019 هو موعدا للإنتخابات البرلمانية، ليمنح 29 يوما فترة لإجراء الحملة الإنتخابية، وهي أطول فترة منذ 1975.

وفي هذه الإنتخابات، يجب إنتخاب 179 عضوا، 175 منهم من الدنمارك وإثنان من جزيرتي:  Færøerne وGrønland .

يتنافس في هذه الانتخابات 13 حزبا، حيث أنضم مؤخرا حزبين جديدين يعتبرهم الرأى العام أكثر الأحزاب تطرفا وعداءا للأجانب وعلى وجه الخصوص المسلمين منهم.

رئيس الوزراء الحالى لارس لوقا راسمسون، 2009-2011 و 2015-2019، عن حزب الفنسترا

الحزب الاول، ” الحزب المدنى الجديد” وتتزعمه سيدة، ويطالب بثلاثة مطالب، وقف اللجوء نهائيا للدنمارك، دعم الأجانب ماديا لأنفسهم، طرد المجرمين من أصول أجنبية بمجرد أول حكم عليهم.

الحزب الآخر وأسمه “المسار المحكوم” ويرأسه أحد العنصريين المناهضين لوجود المسلمين بصفة خاصة والذى قام فى شهر مارس الماضى بحرق القرآن فى أحد الميادين. وتتمحور مطالب الحزب حول طرد جميع المسلمين الذين أخفقوا فى الاندماج فى المجتمع الدنماركى، والذين يروجون للإسلام والشريعة وما إلى ذلك.

أظهر استطلاع للرأي أن أحزاب المعارضة بصدد الحصول على أغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية. ووفقا للاستطلاع، فإن الكتلة الحمراء ( المعارضة حاليا) يمكن أن تحصل على %54.2 من الأصوات، في حين تحصل الكتلة الزرقاء (الحاكمة حاليا) على %45.8 من الأصوات.

إلا أن أكبرالأحزاب المعارضة وهو الحزب الأشتراكي الديمقراطي بزعامة السيدة ” ميتا فردريكسن” ينوى الأستحواذ على الحكم بمفرده، بمساندة من بعض القوى السياسية، ولكن دون مشاركة من الأحزاب الأخرى، ويذكر أن السيدة/ “ميتا فردريكسن”، قد شغلت منصب وزيرة العدل في الدانمارك عامي 2014 و2015، وتبلغ من العمر 42 عاما.

ولكن رئيس الوزراء Lars Løkke وهو يمثل حزب الفنسترا أستطاع أمس أن يفجر مفاجأة ثقيلة يمكن أن تقلب الموازين التقليدية رأسا على عقب، عندما أعلن عن إمكانية التعاون بين حزبه والحزب الإشتراكى الديمقراطى المعارض، وتعمد الإعلان فى نفس اليوم عن كتاب جديد بعنوان “لحظة التحرير” كان قد أرجأ إصداره منذ 2006، يتناول الحديث معه عندما كان وزيرا للداخلية يؤكد أستحسانه التعاون مع أكبر الأحزاب المعارضة. وهو تطور إيجابى ولكنه معقد بعض الشيئ حيث لم يحدث أن أشتركا هذين الحزبين معا فى الحكم إلا مرة واحدة 1978-1979تحت رئاسة زعيم الديمقراطية Anker Jørgensen.

بالطبع يمكن القول أن رئيس الوزراء لجأ إلى هذه المبادرة بعد يقينه أن حكومته الحالية ( الكتلة الزرقاء) لن تكسب هذه الأنتخابات. ويمكن القول أيضا أن المصلحة العليا تغلبت عندما

رأى السيايسون والعقلاء تصاعد الأحزاب اليمينية والمتطرفة التى تشعل الفتنة وتستغل الناخبين لترجيح أحد الكفتين، فتكون مبادرة هذا التحالف الوسطى المعتدل كفيلة بإزاحة هذه الأحزاب المتطرفة المستغلة.

مهندس/ محي الدين غريب
كوبنهاجن- الدانمارك

الحرية - خاص

جريدة الحرية موقع إلكتروني يصدر من باريس عن مجلس التعاون المصري الأوربي يهتم بشؤون المصريين والجاليات المصرية في الخارج.
زر الذهاب إلى الأعلى