ألمانياأوروبا

أنجيلا ميركل تترك رئاسة الحزب المسيحي الحاكم .. وتحتفظ بمنصب المستشارة الألمانية

هل تستطيع خليفة "أنجيلا ميركل" في رئاسة الحزب أن تصل إلى منصب المستشارة الألمانية ؟

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وخليفتها في رئاسة الحزب أنجريت كرامب-كارينباور

أسفر انعقاد المؤتمر العام لحزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” ، عن انتخاب السيدة انجريت كرامب- كارينباور، التي كانت تشغل منصب أمين عام الحزب، منذ بداية العام الماضي حتى تم أختيارها رئيسة له.

وقد كرم المؤتمر رئيسة الحزب السابقة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتصفيق الحاد بعد أن أعلنت رسمياً أثناء انعقاد المؤتمر العام، بأنها ستكتفى بهذا القدر من صدارة العمل السياسي، ولن ترشح نفسها لفترة رئاسة أخرى للحزب، وكان التكريم الأكبر هو تصويت الجمعية العمومية للمؤتمر العام للحزب على “إنجريت كرامب-كارينباور” خليفة لها، واعتبر ذلك انتخاب في إطار استمرارية سياسة أنجيلا ميركل في إدارة الحزب، على اعتبار أن “انجريت كرامب-كارينباور” كانت تعتبر بمثابة الذراع الأيمن لأنجيلا ميركل، وكانت تشغل منصب أمين عام الحزب منذ فبراير ٢٠١٨.

أنجريت كرامب-كارينباور رئيسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي

وانجريت كرامب – كارينباور (٥٦ عاماً) والتي يطلق عليها اسم بالحروف الثلاث (AKK) تعتبر بمثابة الذراع الأيمن لأنجيلا ميركل في الحزب منذ سنوات طويلة.

كانت أنجيلا ميركل هي التي اعتمدت عليها للفوز على منافسها، “مارتين شولز” رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD وقطعت الطريق على مارتين شولز لمنافسة ميركل في رئاسة الحكومة.

ويحسب لإنجريت كرامب أنها كانت دائماً مؤيدة لمواقف أنجيلا ميركل وداعمة لها في حملاتها الانتخابية المختلفة وكانت لها علاقات خاصة ومميزة مع المستشارة الألمانية.

وكان من الطبيعي أن ترد أنجيلا ميركل الجميل لحليفتها وأن تدعو زملاءها بالتصويت لانجريت كرامب لخلافتها في رئاسة الحزب.
وقد أسفرت الانتخابات عن فوز انجريت كرامب-كارينباور بعدد ٥١٧ صوت، من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة وقدرها ٩٩٩ صوتا، وأعلن عن فوزها برئاسة الحزب.

وبهذه النتيجة فإن فوز انجريت كرامب-كارينباور، يعتبر بنسبة ٥١٫٨٪ وهو فارق ضئيل عن منافسها المخضرم فريدريك ميرز الذي كان يطمع في تولى رئاسة الحزب بدعم كبير اعتمادا على عدد كبير من المؤيدين له في الحزب.

وبذلك ستصبح انجريت كرامب (٥٦ عاما) هي المستشارة القادمة لألمانيا.

وكانت أنجريت كرامب قد انضمت إلى حزب الاتحاد المسيحي عام ١٩٨١وكانت قد نشأت في أسرة كاثوليكية جنوب غرب ألمانيا، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية.

وتعتبر انجريت كرامب هي أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في مقاطعة الـ “سار” – بعد فوزها على مارتين شولز، واحتفظت بهذا المنصب من عام ٢٠١١ وحتى عام ٢٠١٨.

تفاهم واضح بين أنجيلا ميركل وأنجريت كرامب

كما يضع الخبراء السياسيون “انجريت كرامب-كارينباور” كوريثة ميركل من الناحية السياسية والاختيار المعتدل لقيادة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا، وتهدف انجريت كرامب تحسين مسئوليتها في الحزب وخاصة لتشجيع الحوار وتبادل الأفكار داخل حزبها وخاصة في مجال الهجرة، وهو المجال الذي تعرضت فيه ميركل إلى انتقادات شعبية حادة.

وقبل التصويت واختيار انجريت كرامب من أعضاء الجمعية العمومية للحزب، قالت ميركل كلمة مقتضبة، دعت فيها -المستشارة الألمانية ورئيسة الحزب- إلى رفض سياسات الخوف في ظل تقدم أحزاب اليمين المتطرف وحصولها على تأييد متزايد في الدول الأوروبية.

وكان فوز انجريت كرامب في الجولة الثانية من الانتخابات أمام فريدريك ميرز (٦٣ عاما) خصم ميركل اللدود، الذي أراد تغيير سياسة الحزب في السابق بالاتجاه أكثر نحو اليمين.

ويذكر أن أنجيلا ميركل (٦٤ عاما) قد شنت دفاعًا قويًا عن سياستها الوسطية في الحزب خلال أنعقاد الجمعية العامة، مع الوضع في الاعتبار الجانب الإنساني الذي انتهجته طوال فترة رئاستها للحزب، خلال الثمانية عشرة عاما الماضية.

دافعت ميركل عن ارثها السياسي رغم الانتقادات الموجهة إليها، وخاصة بالنسبة لمسألة الهجرة، وقالت “علينا ألا ننسى قيمنا المسيحية الديمقراطية”، وطالبت ميركل حزبها بالوحدة بعد الخلافات التي أثارتها الحملة الانتخابية لرئاسة الحزب.

ويواجه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني هجمات من اليمين المتطرف مثل حزب “البديل لألمانيا”، الذي انتقد سياسة “أنجيلا ميركل” في مجال الهجرة، والتي أدت إلى استقبال ألمانيا لأكثر من مليون لأجيء سوري وعراقي عامي ٢٠١٥ ـ ٢٠١٦، كما يواجه الحزب انتقادات من دعاة حماية البيئة وخاصة “حزب الخضر” ومنافسة قوية، بالصورة التي جعلت حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” لا يحصل على شعبية أكثر من ٢٨٪ من الألمان، وذلك طبقا لاستطلاعات الرأي.

ومن المفترض أن تنتهى فترة ولاية أنجيلا ميركل في مقعد المستشارة الألمانية حتى عام ٢٠٢١، وهى حريصة على إكمال ولايتها حتى نهايتها، غير أن كثير من المراقبين السياسيين يتوقعون رحيل المستشارة بعد الانتخابات الأوروبية المقبلة التي ستجرى في شهر مايو القادم (من هذا العام)، وخاصة في حالة إذا منيت الأحزاب الكبيرة في ألمانيا بهزيمة في هذه الانتخابات، وخاصة في ظل أزمة كبيرة يواجهها “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” حليف حزب الاتحاد المسيحي في الحكومة الألمانية، وأيضا حزب “الاتحاد الاجتماعي المسيحي” المتضامن معه.

الحرية - خاص

جريدة الحرية موقع إلكتروني يصدر من باريس عن مجلس التعاون المصري الأوربي يهتم بشؤون المصريين والجاليات المصرية في الخارج.
زر الذهاب إلى الأعلى