منوعات

السفر لأوربا …

إبراهيم حبيب

كانت أول سفرة لى خارج مصر الحبيبة إلى دولة فرنسا فى صيف 1987 و لما كانت تأشيرة السفر إلى فرنسا غاية فى الصعوبة فى ذلك الوقت فقمنا بالحصول على تأشيرة سفر إلى دولة بلجيكا الملاصقة ل فرنسا حتى نستطيع الدخول إلى فرنسا خفية عن طريق القطار.
ووصلنا إلى مطار بروكسل و منها مباشرة إلى محطة القطار حتى نستقل القطار إلى باريس و فى الحدود بين الدولتين صعد رجال الشرطة الفرنسية ليفحصوا هويات الداخلين إلى فرنسا و كانت النتيجة انهم قبضوا علينا و قد كنا متخفين فرادى داخل القطار .
و ركبنا سيارات الشرطة الفرنسية إلى أقرب قسم لهم فى قرية صغيره و قد تملكني الخوف مما سوف ألقاه على يد الشرطة الفرنسية ولكن حينما وصلنا وجدناهم فى غاية الأدب و الإحترام حتى انهم بعد أن أخذوا البيانات لكل واحد منا قدموا لنا طعاما و فاكهة و قهوة و قد أكدوا أن الطعام المقدم لنا حلال .
ثم ادخلونا الحجز و هو عبارة عن غرفة واسعة ملحق بها دورة مياة و قد فرشت بالموكيت و لم أصدق عينى حينما رأيتها وقد أخذنا جميعا الإرهاق ووضع كل واحد منا حقيبته تحت رأسه ورحنا فى نوم عميق حتى أيقظونا فى السابعة صباحا ليعطونا المربى و الكرواسون و القهوة و نحن لا نصدق ما يحدث لنا !!
و ركبنا مرة أخرى السيارة ليضعونا داخل اول قرية فى بلجيكا وتركونا و قد حاولنا بعد ذلك مرات أن نجتاز الحدود عن طريق القطار ولم ننجح وأصبحنا اصدقاءالشرطة الفرنسية فى هذة المنطقة و أصبحوا يتبادلون معنا الأحاديث و كأننا من السياح الذين يزورون المنطقة حتى ركبنا سيارة مع شاب جزائري و أوصلنا إلى باريس.
لا أعرف لماذا لعب الشيطان ب رأسى الآن و وضعت معاملة الشرطة الفرنسية و غيرها من الدول المتقدمة لمواطنيها وبين معاملة الشرطة عندنا فى مصر للمواطنين أو المتهمين و قد أتساءل هل المواطن الغربى أفضل من المواطن المصرى ام ان لهم حقوق وليس لدينا حقوق ولماذا هم حريصون على القانون وعندنا القانون فى خبر كان حتى ان كثير منا لا يحب أن يدخل قسم الشرطة ولو كان زائرا خوفا من الإهانة أو المعاملة الغير محترمه.
إننى بحديثى هذا لا اهاجم الشرطة المصرية ولكن انتقد بعضا ممن ينتسبون إليها وانا على قناعة تامة بجهودهم و وتضحياتهم و إيمان ان وجود الشرطة فى حياتنا ولو كانت ظالمة أفضل من عدمها و قد خبرنا ذلك فى يناير و فبراير 2011 .و لا انتقص من قدر ضباطها او أفرادها و قد عاشرت كثيرا من ضباطها فمنهم القريب او الصديق او ابن بلدى ولمست منهم حلاوة العشرة ودماثة الأخلاق و التواضع الجم الذى كثيرا ما يجعلنى اخجل من نفسى أمام أدبهم و تواضعهم .
إننى وقد قمت بهذة المقارنة إنما للبناء والإيجابية وليس للهدم او إظهار السلبيات فقط وما انتقدت إلا انتقاد المحب لمن يحب والذى يريد أن يرى بلده وشرطتها فى مصاف الدول المتقدمة التى تنفذ القانون و تقيم العدل ولا تهين أحدا من مواطنيها ولو كان مجرما و هذا ما أراه واشعر به تجاة بلدى متمنيا لها كل خير و نمو وازدهار رافعا أكف الضراعة ان يحفظ آلله مصر و مرددا مع نبى الله يوسف عليه السلام {ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ }.

إبراهيم حبيب 

باريس – فرنسا

 

الحرية - خاص

جريدة الحرية موقع إلكتروني يصدر من باريس عن مجلس التعاون المصري الأوربي يهتم بشؤون المصريين والجاليات المصرية في الخارج.
زر الذهاب إلى الأعلى