أميركا

استقالات بالجملة داخل البيت الأبيض الأميركى، عقب أعمال الشغب داخل الكونجرس.!!

مسؤولون أميركيون ومشرعون جمهوريون يؤيدون عزل ترامب قبل نهاية مدته!

تقدم عدد كبير من العاملين بالبيت الأبيض الأميركى باستقالتهم عقب أعمال العنف والشغب التى قام بها بعض أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين اقتحموا مبنى الكونجرس في واشنطن، لعرقلة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وكانت قوات الأمن الأميركية المكلفة بحماية مبني “الكابيتول” (الكونجرس الأميركي) قد أشتبكت مع مجموعات من أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين حضروا بهدف إحداث إرباك لعملية التصديق على الإنتخابات الرئيسية التي ستعلن عن فوز جو بايدن بالرئاسة. ودارت بين أنصار ترامب وقوات الأمن مواجهات وأشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، وإصابة العشرات. وإضطر البرلمانيون -الذين كانوا في إنعقاد المجلس- لتعليق جلسة الأجتماع التي كانت مخصصة للتصديق عل نتائج الإنتخابات وقرروا تعليق الجلسة والإحتماء في مكان آمن وترك قاعة الإجتماعات، حتى وصلتهم بعض التعزيزات الأمنية وتمت السيطرة على الموقف بعد مرور أكثر من أربعة ساعات.

أشتباكات أنصار ترامب مع قوات الأمن داخل مبنى الكونجرس

وكان أنصار ترامب قد نظموا مظاهرة تأييد له – بناء على دعوة ترامب بالتظاهر- بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، ثم توجهوا بعد ذلك لمبنى الكونجرس، واقتحموه، إحتجاجا على هزيمة ترامب في الإنتخابات الرئاسية.

التصديق على فوز “جو بايدن” برئاسة الولايات المتحدة الأميركية

غير أن المجلس عاد لإستكمال إجتماعه، وصدق الكونجرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ على قرار فوز “جو بايدن” بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية بأغلبية 306 صوت من أصوات المجمع الإنتخابي مقابل 232 صوت لدونالد ترامب.

وجاء التصديق بعد أن رفض الكونجرس الطعون في نتائج بعض الولايات التي تقدم بها بعض النواب الجمهوريون لعدم جديتها.

أعمال شغب على مدخل الكابيتول

وشهد البيت الأبيض عقب هذه الأحداث عدد من الاستقالات بين فريق عمل الرئاسة الأميركية، كان أبرزها استقالة نائب مستشار الأمن القومى الأميركى “ماتيو بوتينجر” والسيدة “ستيفانى جريشام” كبيرة موظفى السيدة الأولى, والتى كانت تشغل قبل ذلك منصب المتحدث الصحفى باسم البيت الأبيض.

كما تقدمت كل من السيدة “ريكى نيكيتا”سكرتيرة الشئون الاجتماعية للبيت الأبيض والسيدة “سارة ماتيوس” نائبة المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض باستقالتهن، اعتراضًا على الأحداث التى شهدها مبنى الكونجرس.

وذكرت بعض الأنباء أن “روبرت أوبراين” مستشار الأمن القومى قد تقدم باستقالته، وخاصة أنه قام بالدفاع عن نائب الرئيس مايك بنس، الذى قال عنه “أنه يظهر شجاعة واضحة برفضه الاستجابة لضغوط ترامب لعرقلة التصويت على نتائج الانتخابات”، وتقدمت وزيرة النقل الأميركية هيلين تشاو ماكونيل (زوجة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل) إستقالتها من الحكومة إعتراضا على إقتحام المجلس، كما تقدم أيضًا نائب كبير الموظفين بالبيت الأبيض الأميركى “كريس ليدل” باستقالته اعتراضًا على موقف الرئيس المنتهية مدته.

وأثارت أعمال العنف، وطريقة تعامل ترامب معها، وتمسكه بمزاعم فوزه فى الانتخابات تساؤلات حول مدى قواه العقلية، لإكمال الأسبوعين الباقيين من فترة ولايته.

المطالبة بإقالة الرئيس ومحاكمته

وطالب مسؤولون أميركيون ومشرعون جمهوريون بعزل ترامب، كما ارسل النواب الديمقراطيون أعضاء لجنة العدل، رسالة إلى نائب الرئيس “مايك بنس” يطالبونه فيها بتفعيل المادة 25 من الدستور الأميركى، والتى يجوز فيها إقالة رئيس الدولة بناء على طلب من نائبه، وموافقة الحكومة وعدد من النواب على ذلك.

واعتبر النواب أن الرئيس ترامب المنتهية ولايته “فقد عقله ومريض عقليًا وغير قادر على إدارة البلاد”، لعدم تقبله نتائج الانتخابات. وصرحت رئيسة مجلس النواب السيدة “نانسي بيلوسي” بأنه إذا لم يتخذ نائب الرئيس مايك بنس أي إجراء، فقد يكون الكونجرس مستعدا لبدء محاكمة برلمانية لتنحية ترامب.

وأعلنت النائبة الأميركية “إلهان عمر” أنها بصدد تقديم طلب لتفعيل المادة 25 من الدستور الأميركى لعزل الرئيس ترامب وتولى نائبه المسئولية، وقالت: أنه لا يمكننا السماح له بالبقاء فى منصبه ولو لمدة قصيرة إضافية، إنها مسألة تتعلق بالحفاظ على أسس الجمهورية.

وأعرب عدد من النواب الجمهوريين عن نيتهم لتقديم طلبات عزل لترامب،نتيجة لأفعاله “المشينة” بعد أن أصبح “خارج السيطرة”!

ويذكر أن استخدام المادة رقم 25 فى الدستور الأميركى حول عزل الرئيس تتطلب تأييد نائب الرئيس “مايك بنس” وأغلبية أعضاء الحكومة استنادا إلى عدم أهليته للقيام بمهامه الأساسية فى منصبه.

محاولات التسلق لإقتحام الكونجرس

وبعد أعمال العنف التى قام بها أنصار ترامب التى تخللها سقوط أربعة قتلى وعدد من المصابين دعى بعض كبار الكتاب فى عدة صحف أميريكية إلى اللجوء لهذا الخيار الدستورى بعزل ترامب. وذكر فى افتتاحية بعض الصحف، أن المسئولية فى موضوع اقتحام الكونجرس بواشنطن تقع مباشرة على عاتق الرئيس ترامب المنتهية ولايته، وخاصة أنه ساهم بشكل واضح  فى التحريض على هذه الأعمال، وأن بقاؤه فى منصبه – ولو لأيام- يشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية الأميركية.

وأضافت افتتاحية كبرى الصحف الأميركية، بأن الرئيس ترامب غير أهل للبقاء فى الحكم لفترة الأسبوعين المقبلين (وحتى 20 يناير الجارى)، لأن صلاحياته أصبحت تشكل تهديدًا للنظام العام فى البلاد والأمن القومى الأميركى.

أنصار ترامب عقب دخولهم مقر الكونجرس الأميركي

وقد لاقت عمليات إقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونجرس (معقل الديمقراطية الأميركية) فى واشنطن ردود فعل دولية وعالمية. حيث عبرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن غضبها من اقتحام مبنى الكونجرس، وقالت: إن أسباب ذلك ترجع إلى عدم اعتراف ترامب، بالهزيمة أمام منافسه الديمقراطى جو بايدن، وأضافت: أن ما شاهدته شىء يؤسفنى ويحزننى ويغضبنى.

وعلقت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروف” لوكالات الأنباء بقولها: “أن النظام الانتخابى فى الولايات المتحدة هو نظام لا يتماشى مع المعايير الديمقراطية الحديثة”!

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبى” جوزيب بوريل”: إن ما حدث فى مبنى الكونجرس “الكابيتول” يعتبر بمثابة اعتداء على الديمقراطية الأميركية”. ووصف رئيس الوزراء البريطانى “بوريس جونسون” ما حدث بأنه “مشاهد مخزية” مطالبًا بنقل السلطة سلميًا إلى “بايدن” الرئيس المنتخب.

وفى باريس وصف الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون ما حدث بأنه مساس بالديمقراطية، مشددًا على ضرورة احترام رغبة الشعب الأميركى وتداول السلطة بصورة سلمية.

رشدي الشافعي

المهندس رشدي الشافعي
مؤسس ورئيس تحرير جريدة «الحرية» منذ عام 2009.
بكالوريوس الهندسة المدنية «إنشاءات»
كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية.
صحفي، مدير مكتب جريدة الجمهورية المصرية
في باريس سابقاً.
رئيس مجلس التعاون المصري- الأوربي.
زر الذهاب إلى الأعلى