أميركا

جو بايدن يفوز برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، ودونالد ترامب يلجأ للقضاء..!!

جو بايدن بعد إعلان فوزه بمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية

فاز مرشح الحزب الديمقراطي الأميركي السيناتور “جو بايدن” برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، أمام الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته (عن الحزب الجمهوري) والذي سيظل في موقعه حتى يوم 20 يناير من العام المقبل.

أعلنت وسائل الإعلام الأميركية عن فوز بايدن فور فوزه بأصوات ولاية بنسلفانيا (20 نقطة)، والتي كانت كافية لحسم نتيجة الإنتخابات، ليصبح إجمالي عدد الأصوات 274 نقطة. وفور إعلان هذه النتيجة خرج مؤيدو جو بايدن إلى شوارع العاصمة واشنطن، وهم يرددون الأناشيد والأغاني ويحتفلون بفوز مرشحهم. والجدير بالذكر أن العاصمة واشنطن، من ضمن المدن التي يؤيد غالبيتها الحزب الديمقراطي.

ويعتبر الرئيس جو بايدن هو الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأميركية، وهو أول رئيس يصل لحكم أميركا وهو في نهاية العقد السابع من العمر ، ولم يصل لرئاسة أميركا من قبل رئيساً في هذا العمر (77عاماً).

وفور إعلان وسائل الأعلام عن فوز بايدن، صرح دونالد ترامب بأن “الإنتخابات لم تنته بعد” !وشدد على أن إعلان الفوز لم يتم التصديق عليه من قبل اللجان المسؤلة عن الإنتخابات، وتعهد بتقديم الطعون القانونية في النتيجة الى المحكمة.  بينما أكد مراقبوا الإنتخابات أنه لم يتم رصد أية مخالفات خلال هذه الإنتخابات.

وبادر عدد كبير من القادة ورؤساء الدول ورجال السياسية في العالم بتهنئة الرئيس جو بايدن لفوزه في الإنتخابات الرئيسية، منهم رئيس وزراء كندا جاتين ترودو، ورئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتين، ورئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستيرجن، وعدد آخر من كبار ساسة العالم.

وبعد فوز جو بايدن في ولاية بنسلفانيا، تمكن أيضاً من الفوز بولاية “أريزونا” وأصبح رصيده 290 صوتاً، وأظهرت المؤشرات عن تقدمه بصورة لا تمكن ترامب من اللحاق به في ولايات أخرى مثل ولاية “نيفادا” وولاية “جورجيا”، وعلى هذا مهما كانت طعون الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته، فإنه لن يتمكن من تغيير النتيجة النهائية.

وكانت نتيجة التصويت قد توقفت لأيام وساعات طويلة لفرز الأصوات، بعد أن كان إجمالي عدد نقاط جو بايدن من كبار الناخبين 264 نقطة وعدد نقاط دونالد ترامب 214 نقطة فقط.

ومعظم الولايات الأميركية معروف إنتماءاتها الحزبية، فهناك ولايات تصوت دائماً للحزب الجمهوري، وولايات أخري تعطي أصواتها للحزب الديمقراطي، غير أن هناك عدد قليل من الولايات المنقسم سكانها بين تأييد الديمقراطيين والجمهوريين، وهو ما يطلق عليها بالولايات “المتأرجحة” أي أنه ليس هناك فارق كبير بين أعداد مؤيدي طرف على حساب طرف آخر، ويصوت بعض هذه الولايات مرة لصالح الجمهوريين ومرات أخرى لصالح الحزب الديمقراطي وتجيء النتائج بفارق ضئيل نسبياً من الأصوات، ولذلك تتحول المنافسة شرسة وغير محسومة، ويعجز خبراء إستطلاع الرأي في “تخمين” أو التعرف على “الفائز المحتمل” طبقاً للإحصاءات المسبقة، أو بإستخدام معلومات وأجهزة إستطلاع الرأي.

وفي الإنتخابات الأخيرة، إنحصر الصراع على أربعة ولايات هي: جورجيا (16 نقطة) ونيفادا (6 نقاط) وبنسيلفانيا (20 نقطة) وأريزونا (11 نقطة) – وكان يكفي لجو بايدن 6 نقاط فقط ليفوز برئاسة أميركا، حيث يكفي الحصول على أكثر من 50 % من إجمالي عدد النقاط الذي يبلغ 538 نقطة، أي 270 نقطة للفوز بالرئاسة.

وتوقف رصيد جو بايدن عند هذه اللحظات إلى 264 نقطة، وكان يكفي له الفوز بولاية واحدة منها ليفوز بالرئاسة، غير أن تقارب نسبة الأصوات بين الديمقراطيين والجمهوريين، أطال أمد فرز الأصوات، وتعلقت النتيجة لمدة ثلاث أيام حتى يتم فرز جميع الأصوات، وخاصة التي وصلت للجان الإنتخابية عن طريق البريد (وكانت أعدادها كبيرة)، بسبب عزوف كثير من الناخبين عن الذهاب الى صناديق الإقتراع في ظل تفشي وباء الكورونا في أميركا.

الرئيس الأميركي الجديد “جو بايدن”

استطاع جو بايدن أن يحقق تقدمًا ملحوظًا في الولايات “المتأرجحة” ويحسم الموقف لصالحه بفارق قليل من الأصوات. وأستمرت عملية الفرز أيام وساعات طويلة بعد غلق لجان الإنتخاب في 3 نوفمبر الجاري، وهي الولايات التى ينقسم فيها مواطنيها بين مؤيدين للحزب الجمهوري ومؤيدين للحزب الديمقراطي.

رجحت كفة الديمقراطيين في اللحظات الأخيرة لفرز الأصوات، والتي تركزت على فرز الأصوات التى ارسلت بالبريد في هذه الولايات، ويذكر أن أعداد الناخبين الذين لجأوا للتصويت بالمراسلة عن طريق البريد شهد تزايداً كبيراً هذا العام، نظراً للظروف الصحية، وكانت غالبية هذه الأصوات تصب لصالح مرشح الحزب الديمقراطي “جو بايدن”.

وفي مدينة “فيلادلفيا” أكبر مدينة بولاية بنسيلفانيا، تجمعت أعداد من المؤيدين لدونالد ترامب في إنتظار نتائج فرز الأصوات في اللجان الإنتخابية، وعلى الجانب الآخر، أحتفل أنصار جو بايدن بقرب فوزه في الإنتخابات الرئاسية برفع لافتات الإنتصار والإشادة بجو بايدن رئيس أميركا القادم بالقرب من اللجان، بينما وقفت عربات الشرطة لمنع أية أشتباكات محتملة بين أنصار المرشحان.

في ذات الوقت لجأ دونالد ترامب إلى القضاء لاتهام الديمقراطيين بتزوير الانتخابات، مسلحاً بمجموعة كبيرة من المحامين المخضرمين، وعلى رأسهم المحامى الأميركي المعروف “رودولف جولياني” عمدة مدينة نيويورك السابق.

جو بايدن أنهى ولاية ترامب في البيت الأبيض

قام ترامب برفع عدة دعاوي قضائية في عدد كبير من الولايات، يتهم فيها الحزب الديمقراطي بتزوير الإنتخابات، والتلاعب في الأصوات والنتائج، وخاصة الولايات التى لم تعلن نتائجها بعد غلق باب الإنتخاب مباشرة، يوم 3 نوفمبر الماضي، وكان طلب ترامب هو عدم صحة فرز أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى  البريد، لوصول مظاريفهم للجان الإنتخابية بعد موعد إنتهاء النصويت، غير أن ثلاث محاكم في هذه الولايات الحاسمة رفضت طلبات دونالد ترامب لعدم تقديم أى دليل على تزوير الإنتخابات!!

ففي ولاية كارولينا الشمالية وافقت الإدارة الأميركية في الولاية على إستقبال مظاريف التصويت في البريد وفرزها، والتي تصل للجان الإنتخابية في هذه الولاية حتى يوم 12 نوفمبر الجاري، شرط أن تكون قد أرسلت بالبريد قبل يوم 3 نوفمبر. أما في ولاية “ألاسكا” فإنه لن يبدأ فرز الأصوات التي تصل بالبريد قبل 18 نوفمبر، حيث أن البريد هناك يستغرق وقتاً أطول من الولايات الأخرى، غير أن نتيجة هذه الولاية محسومة مسبقا لصالح الجمهوريون، ولم يسبق لمرشح ديمقراطي أن حصل على الأغلبية في هذه الولاية” منذ أكثر من مائة عام..!

وهذا التباطوء في إعلان النتيجة لا يمثل أي مخالفة للشروط الإنتخابية أو يؤثر على النتائج النهائية، وبصورة عامة فإن الدستور الأميركي يحتم على الولايات الإنتهاء من عمليات الفرز وإعلان النتيجة النهائية يوم 15 ديسمبر كموعد نهائي، ويتسلم الرئيس الأميركي الجديد مهام عمله بصورة رسمية في يوم 20 يناير (2021).

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي المنتخب أثناء الحملة الإنتخابية

ووزعت حملة ترامب الانتخابية بيانًا صحفيًا تهاجم فيه العملية الانتخابية برمتها،وهو البيان الذي تتوافق صياغته مع “التويتر” الذي وضعه ترامب على صفحات التواصل الاجتماعي، والذي أكد فيه على فوزه في الإنتخابات الرئاسية، وذلك بالأخذ في الاعتبار الأصوات الحقيقية الرسمية فقط ! والذي اتهم فيه الديمقراطيين بفرز أصوات غير شرعية وصلت إلى اللجان الانتخابية بعد التاريخ المحدد لموعد الانتخابات وهو يوم 3 نوفمبر الماضي.

غير أن المحاكم والقضاة التي حكمت ببطلان إدعاءات ترامب، اعتمدوا في حكمهم على هذه الإدعاءات بأن اللجان الانتخابية، أعتمدت في عملية الفرز، على موعد ارسال خطابات التصويت (طبقاً لخاتم البريد على المظروف الخارجي) وليس الإعتماد على موعد وصولها أو فرزها، كموعد رسمي للتصويت.

وقال ترامب: أن الديمقراطيون يسرقون مننا الانتخابات! وفي مداخلة تليفزيونية للرئيس الأميركي من البيت الأبيض، قطع عدد من القنوات التليفزيونية حديث ترامب ولم تكمل بث مداخلته على الهواء، إعتراضاً على ما ذكره في المداخله ولاحتواء كلمته على إدعاءات كاذبة دون أي دليل، واتهامات باطلة ضد الديمقراطيين و أيضاً الإعلام!

وبصورة عامة فإن اتهامات ترامب في الدعاوي القضائية تركزت على طلبه بوقف عملية فرز الأصوات التى وردت بالبريد، وعدم إحتسابها،بالإضافة إلى الاعتراض على طريقة فرز الأصوات وعمل اللجان الإنتخابية.

ورفضت ثلاث محاكم هذه الدعاوي في ثلاث ولايات هي: ميتشيجان وبنسلفانيا وجورجيا.

وفي ولاية بنسلفانيا قررت محكمة القضاء العليا إلغاء قرار إحدى المحاكم الجزئية بوقف عملية فرز الأصوات، وقررت استئناف عملية فرز الأصوات حتى الانتهاء من مظروفات التصويت بالكامل مهما تكلف هذا الأمر من وقت.

من هو الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية؟

جو بايدن ممثل الحزب الديمقراطي أثناء حملته الإنتخابية، والرئيس السابق باراك أوباما الذي جاء لدعمه في احدى اللقاءات

اسمه بالكامل جوزيف روبينت بايدن ويطلق عليه “جو بايدن”. من مواليد 20 نوفمبر 1942 (77 عامًا)، وهو من مواليد ولاية بنسلفانيا، التى كانت أحد العناصر الرئيسية للفوز بالرئاسة.

والرئيس جوبايدن له أربعة أبناء، وهو رجل دولة وسياسي من الطراز الأول، عمل نائبًا للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لمدة ثمان سنوات، في الفترة من 2009 إلى عام 2017.

حصل جوبايدن على تأييد الحزب الديمقراطي في الإنتخابات التمهيدية ليخوض إنتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020، ممثلاً للحزب، وكان قد التحق بالحزب عام 1969، وسبق له أن تقدم للحزب لخوض إنتخابات الرئاسة الأميركية أعوام 1988 وأيضاً عام 2008، ولكنه لم يفز في الإنتخابات التمهيدية، وفي المرة الأخيرة فضل الحزب أختيار باراك أوباما بديلاً عنه.

والرئيس جو بايدن له تاريخ طويل في العمل السياسي، فلقد تم انتخابه لأول مرة في مجلس الشيوخ عام 1972 وأعيد إنتخابه بلا انقطاع حتى عام 2008.

وقد درس جو بايدن الحقوق في جامعة “ديلاور” وجامعة “سيراكوس” وحصل على لقب أستاذًا جامعيًا في القانون.

وشغل جو بايدن موقع رئيس اللجنة القانونية في الكونجرس الأميركي منذ عام 1977 وحتى عام 1995، وتم إنتخابه رئيساً للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ من عام 2001 وحتى عام 2009.

اختاره الرئيس باراك أوباما ليكون نائبًا للرئيس الأميركي عام 2008، وأعيد انتخابه عام 2012.

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي

ويذكر أن جوبايدن قد اختار السيدة كامالا هاريس لتكون نائبة له لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

كامالا هاريس

وكامالا هاريس من مواليد 1964 (56 عامًا)، درست القانون في جامعة كاليفورنيا، وعملت في منصب النائب العام لولاية كاليفورنيا من عام 2011 إلى عام 2017.

وهى من أصول مهاجرة، هاجر والدها الى الولايات المتحدة الأميركية قادماً من جامايكا،أما والدتها فإنها سيدة هندية هاجرت إلى الولايات المتحدة الأميركية في الستينات.

رشدي الشافعي

المهندس رشدي الشافعي
مؤسس ورئيس تحرير جريدة «الحرية» منذ عام 2009.
بكالوريوس الهندسة المدنية «إنشاءات»
كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية.
صحفي، مدير مكتب جريدة الجمهورية المصرية
في باريس سابقاً.
رئيس مجلس التعاون المصري- الأوربي.
زر الذهاب إلى الأعلى