بعد مجلس النواب .. مجلس الشيوخ الأميركي، يوافق على قرار إلغاء حالة الطوارئ..!!

قرر مجلس الشيوخ الأميركى الموافقة على قرار إلغاء حالة الطوارئ في الولايات المتحدة الأميركية التى أعلنها الرئيس الأميركى ترامب منذ أكثر من شهر مضى.

وافق مجلس الشيوخ على إلغاء حالة الطوارئ بعد موافقة مجلس النواب على نفس القرار بأغلبية كبيرة، وخاصة أن أغلبية أعضاء مجلس النواب هم من أعضاء الحزب الديمقراطى المعارض. أما مجلس الشيوخ الذى يهيمن عليه الجمهوريون، والذين يعتبرون بمثابة سند قوى للرئيس دونالد ترامب، فإن هناك 12 عضوًا من الأعضاء الجمهوريين قرروا الانضمام إلى الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ للتصويت لصالح مشروع قرار، يؤيد إلغاء حالة الطوارئ في البلاد التي أعلنها الرئيس الأميركي منذ أكثر من شهر مضى، وحصل المشروع على أغلبية 59 صوتًا مقابل 41 صوتًا.

كان لابد من تمرير مشروع القرار بأغلبية أكثر من ثلثى الأعضاء (67 صوتًا من اجمالى مائة صوت هم اجمالى عدد أعضاء مجلس الشيوخ) لتجنب استخدام الرئيس ترامب لحق “الفيتو”، وهو الحق الذى يمنحه الدستور الأميركى لرئيس البلاد في حالة عدم الموافقة على قرار مجلس الشيوخ بأكثر من ثلثين الأعضاء.

يذكر أن الرئيس دونالد ترامب، كان قد أعلن حالة الطوارئ منذ ما يزيد عن شهر اعتراضًا على رفض الديمقراطيين تخصيص تمويلاً لبناء الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وكان الخلاف قد بدء في بداية العام الجارى بين الرئيس ترامب وأعضاء مجلس النواب الذى يضم في غالبيته خصومه من الحزب الديمقراطى بعد فوزهم في الانتخابات النيابية الأخيرة. ورفض مجلس النواب تخصيص مبلغ 5.6 مليار دولار للبدء في بناء الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك والذى يدعى الرئيس الأميركى بأنه ضرورى لحماية الأمن القومى من تهريب المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية.

وأثر رفض مجلس النواب تخصيص المبلغ الذى يطالب به الرئيس الأميركى، قرر الرئيس ترامب بإجراء ما يسمى “بالإغلاق الحكومى” وهو يتلخص في وقف صرف ميزانيات بعض المؤسسات والهيئات الحكومية، بصورة عطلت دفع المرتبات والأجور للعاملين بهذه المؤسسات والهيئات، ودام ذلك لأكثر من شهر كامل، مما أدى إلى سخط أعداد كبيرة من المتضررين من هذا القرار.
وبعد مفاوضات مع الكونجرس، اضطر دونالد ترامب للتراجع عن قرار الإغلاق الحكومى، غير أنه لجأ لقرار آخر لعدم التوصل لإتفاق بشأن موازنة الدولة وتمويل الجدار، وهو قرار “إعلان حالة الطوارئ”، وذلك بهدف الضغط على مجلس النواب، وهو الأمر الذى وصفه الديمقراطيون “بالإنقلاب على الدستور”.

كان مجلس النواب الأميركى الذى يحظى الديمقراطيون فيه بأغلبية كبيرة قد وافق قبل أسبوعين من تصويت مجلس الشيوخ، على مشروع قانون يلغى حالة “الطوارئ الوطنية” التى أعلنها الرئيس دونالد ترامب.
في هذا التصويت انضم عشرة نواب جمهوريين إلى نواب الحزب الديمقراطى ليحصل القرار على أغلبية 245 صوتًا بالموافقة مقابل اعتراض 182 عضوًا، وبذلك تم نقل قرار مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ لإقراره، طبقا لما هو متبع، وفي حالة إقراره يكون ذلك بمثابة إقرار من الكونجرس” بمجلسيه.

يذكر أن إعلان حالة الطوارئ يسمح للرئيس ترامب بصرف نحو 1.4 مليار دولار للصرف على “الجدار” دون اللجوء لموافقة الكونجرس.

قرر الرئيس دونالد ترامب عقب تصويت مجلس الشيوخ بالموافقة على إلغاء قرار “إعلان حالة الطوارئ” اللجوء إلى قرار “الفيتو”، للاعتراض على تنفيذ قرار الكونجرس.

وما زالت جولة الخلاف مستمرة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الأميركية.