العالم

ترامب يحتفل “بالانتصار الهائل” بعد خسارته الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي

إنتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي

استطاع الحزب الديمقراطي انتزاع الأغلبية من الحزب الجمهوري الحاكم في مجلس النواب الأمريكي خلال انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، والتي جرت لتجديد كامل عضوية مجلس النواب (٤٣٥ عضوا) و ٣٥ مقعداً في مجلس النواب بينما حصل الحزب الجمهوري على ١٩٣ مقعداً.

وعزز الحزب الجمهوري موقفه في انتخابات مجلس الشيوخ وفاز بالأغلبية، بحصوله على ٥١ مقعدا بينما حصل الديمقراطيون على ٤٥ مقعد.

كما جرت الانتخابات في ٥٠ مقاطعة وولاية أمريكية لاختيار الحاكم في كل ولاية، فاز الجمهوريون في هذه الانتخابات برئاسة ٢٥ مقاطعة مقابل ٢٢ لصالح الديمقراطيون.

والجديد في هذه الانتخابات هو حصول ما يزيد عن مائة امرأة لأول مرة بمقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.

ويذكر أن الانتخابات الرئاسية الماضية، شهدت تظاهرات عدة، للنساء في عدد كبير الولايات بعد يوم واحد من انتخاب دونالد ترامب لرئاسة أمريكا.

وشهدت هذه الانتخابات أيضا صعود سيدتان من أصول عربية لعضوية الكونجرس الأمريكي، الأولى هي رشيدة طليب من أصول فلسطينية والثانية هي إلهان عمر من أصول صومالية والتي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعندها ثمان سنوات. وتعتبر إلهان أول امرأة محجبة تفوز بعضوية الكونجرس الأمريكي.

وبلغ عدد النساء الأعضاء في الكونجرس بعد انتخابات التجديد النصفى الأخيرة هو ١١٦ سيدة وهو رقم قياسي لم يشهده الكونجرس من قبل.

الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب..

والجمهوريون يحتفظون بالأغلبية في مجلس الشيوخ

وبعد خسارة ترامب للأغلبية في مجلس النواب، فإن ذلك لن يسهل للرئيس الأمريكي حرية اتخاذ القرار وتمرير القوانين والقرارات التي يريدها بسهولة. حيث يحق لمجلس النواب الاعتراض على قرارات الرئيس، واتهامه في بعض القضايا التي تستوجب التحقيق معه، وهو ما يطلق عليه عبارة «آمبيتشمنت» Impeachment، أو أمكانية اتهامه، وهى التي قد تؤدى في بعض الأحيان إلى قرار عزل الرئيس!

غير أن هذا الاحتمال غير وارد تماما في الوقت الحالي، وخاصة أن قرار الاتهام يجيء بعد تحقيق طويل، ونفاذه يحتاج إلى موافقة ثلثي الأعضاء من الكونجرس (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) غير أن انتزاع أغلبية مجلس النواب من الجمهوريين لصالح الديمقراطيين فإنه قد يسبب وسيلة ضغط كبيرة على الإدارة الأمريكية وعلى الرئيس دونالد ترامب شخصياً.

ومن المتوقع أن يقوم الديمقراطيون بدفع عمليات التحقيق مع الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة، وهو الموضوع الذي يسبب أرق كبير للرئيس ترامب، بالإضافة إلى إمكانية تفعيل آلية التحقيقات البرلمانية بشأن تمويل الحملة الانتخابية لترامب. وأخيرا تضخيم فضيحة ترامب بشأن دفع أموال لبطلة الأفلام الإباحية «ستورمى دانيال» للتغطية على علاقته السابقة معها، هذا بالإضافة إلى تعطيل بعض القوانين التي يقترحها ترامب أو إداراته، أو عرقلة تنفيذها.

ولا يمكن النظر إلى كل هذه الصعوبات التي ستواجه إدارة الرئيس ترامب على أنها سوف توقف عجلة الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، بل يمكن اعتبارها بأنها ستعطى بعض التوازن للقوى السياسية لحماية الديمقراطية.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعطى أهمية كبرى لهذه الانتخابات (التجديد النصفى) وشارك فيها من خلال حضوره اللقاءات الكبرى التي كانت تعقد لتأييد المرشحين عن الحزب الجمهوري.

وكانت انتخابات التجديد النصفى للكونجرس في الولايات المتحدة الأمريكية هذا العام هي الأكثر استقطابا بين الديمقراطيين والجمهوريين والأكثر منافسة، وشارك في الحملة الانتخابية قيادات الحزبين المتنافسين فلقد حرص الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على حضور عدد كبير من اللقاءات الانتخابية للحزب الجمهوري في حضور ظاهر للمرشحة السابقة لمنصب رئاسة الجمهورية الأمريكية هيلاري كلينتون. ومن ناحية الحزب الجمهوري فلقد شارك الرئيس دونالد ترامب نفسه في حملة وصفها البعض بأنها ماراثون انتخابي له لتأييد مرشحي الحزب الجمهوري وظهر في الأيام الأخيرة التي سبقت يوم الانتخاب في تسعة ولايات أمريكية خلال الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، وشارك في إحدى عشر تجمع انتخابي في ولايات فلوريدا، ميسوري، فيرجينيا، جورجيا، مونتانا، تنيسي، أوهايو، وأنديانا، واختتم هذه الجولات يوم الاثنين عشية يوم الانتخابات بالحضور في ثلاث لقاءات حزبية مختلفة في أماكن متفرقة، بهدف تأييد المرشحين الجمهوريين.

ما هو مستقبل العالم..

بعد هزيمة ترامب وخسارته مجلس النواب

في انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكي؟

واعتمد ترامب في لقاءاته المكثفة على سياسة «التخويف» من الآخر والتحذير بما يطلق عليه «الغزو .. والغزاة» الذين يستهدفون أمريكا، ويقصد بذلك الهجرة والمهاجرين، الذين يصفهم ترامب بأنهم خطر على الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة الذين يهددون حدودها الجنوبية على الحدود المكسيكية على حد قوله.

ولقد ظهر ارتكاز حملة ترامب لدعم الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفى على مهاجمة الهجرة والمهاجرين، وهو الأمر الذي دفع عدد كبير من الناخبين من أصول عربية وإسلامية بالمشاركة في التصويت في عدد كبير من الولايات، ولقد عبر بعضهم عن أسباب حرصهم على التصويت هذا العام، بعد أن أدركوا خطورة المشهد السياسي والنتائج الكارثية لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخاصة فيما يتعلق بالأجانب ومحاولته لتغيير الدستور الأمريكي العريق فيما يتعلق بالتجنس بالجنسية الأمريكية وخاصة الجانب المتعلق بولادة الأجانب على الأراضي الأمريكية وحقهم بالتمتع بالجنسية الأمريكية.

وفي المقابل فإن اهتمام الرئيس دونالد ترامب بهذه الانتخابات كان ينبع من أنه يعتبرها بمثابة التصويت على سياسته التي انتهجها منذ عامين بعد وصوله إلى الحكم في البيت الأبيض، ولهذا كثف الرئيس دونالد ترامب من اللقاءات والاجتماعات الانتخابية مع مؤيديه، وقدم الدعم لعدد كبير من المرشحين التابعين للحزب الجمهوري، وأدار حملة إعلانية في التليفزيون الأمريكي يهاجم فيها الحزب الديمقراطي ومواقف مرشحيه من قضايا الهجرة، الأمر الذي دفع بعض القنوات التليفزيونية بوقف بث الإعلانات المدفوعة من الحزب الجمهوري باعتبارها دعوة للكراهية وحملة عنصرية موجهة ضد الأجانب.

وعلى الجانب الآخر تواجد الرئيس السابق باراك أوباما في الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي في أكثر من ولاية انتخابية لدعم مرشحي الحزب للكونجرس الأمريكي وأيضا بالنسبة لانتخاب حكام الولايات، فلقد شارك أوباما مع مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والمذيعة التليفزيونية الأمريكية المعروفة أوبرا وينفري لدعم السيدة “ستاسي إبرامز” المرشحة لرئاسة حكومة ولاية جورجيا في مؤتمر عام شهد إقبال كبير من المؤيدين للحزب الديمقراطي.

وبالرغم من ذلك، فإن “ستاسي أبرامز” خسرت الانتخابات أمام المرشح الجمهوري “بريان كيمب” الذي حصل على نسبة ٥٠٫٣٪ مقابل ٤٨٫٧٪ لصالح ستاسي أبرامز.

وعقد الرئيس دونالد ترامب مؤتمرا صحفيا في واشنطن، عقب إعلان النتائج، أعرب فيه عن استعداده للتعاون مع الديمقراطيين في مجلس النواب، لإقرار عدة قوانين قبل انتهاء فترة ولايته (الأولى !). واتهم ترامب أجهزة الإعلام بتشويه الإنجازات والعمل السياسي الذي تقوم به إدارته. وقال دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي: في العادة فإن انتخابات التجديد النصفى تعتبر دائما كارثية بالنسبة للرئيس والحكومة وأن هذه النتيجة بالنسبة لي تعتبر “نتيجة رائعة” !!

وتابع ترامب بأن سبب “سعادته” من هذه النتيجة: “أنها تفتح الطريق للتعاون مع الديمقراطيين”.

وحاول ترامب التقرب من الحزب الديمقراطي وكسب موقف سياسي من نتيجة الانتخابات، وأعرب أنه مستعد للتعاون مع الحزب الديمقراطي، ومع السيدة “نانسى بيلوسي” رئيسة المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي في مجلس النواب.

وأضاف ترامب: “اعتقد أنني قائد جيد جدا لبلادنا” !

 

الحرية - خاص

جريدة الحرية موقع إلكتروني يصدر من باريس عن مجلس التعاون المصري الأوربي يهتم بشؤون المصريين والجاليات المصرية في الخارج.
زر الذهاب إلى الأعلى