العالم

لماذا تراجعت الإدارة الأميركية عن توجيه ضربة إلى إيران؟!

بايدن يبحث خيارات الرد على الهجوم الذي وقع على القاعدة العسكرية الأميركية فى الأردن

أسفر الهجوم الذى تم على إحدى القواعد العسكرية الأميركية على حدود سوريا والعراق «وهى قاعدة البرج ٢٢» الواقعة شمال شرقي المملكة الأردنية الهاشمية عن مقتل ثلاثة أفراد من الجيش الأميركي وإصابة ما يقرب من ٣٥ شخص آخر.

وذكرت قيادة وزارة الدفاع الأميركية أن الهجوم تم بواسطة استخدام طيارة مسيرة «درون» قادمة من الحدود السورية.

وفور هذا الحادث صرح الرئيس الأميركي جو بايدن فى كلمة قصيرة ومختصرة بثتها جميعه وسائل الإعلام، بأن هذا الحادث الاجرامي مدعوم من إيران، وأن أمريكا سترد على ذلك.

تساءلت أجهزة الإعلام الغربية والأميركية عن طبيعة هذا الرد، وهل سيكون موجهاً إلى الجماعات السورية أو العراقية على الحدود من الأردن، أم نحو إيران مباشرة.

وقد أدى التصريح السريع الذى أدلي به الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى وقوعه في مأزق وتحت ضغط مستشاريه، نفى الوقت الذى تحاول فيه الإدارة الأميركية العمل على عدم توسيع دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة واستمرار القتال منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

تجد الولايات المتحدة نفسها موضوعة أمام عدة خيارات للرد أو الانتقام لحادث قاعدة البرج التى أدرت بحياة ثلاثة مواطنين أميركيين، وفي نفس الوقت تحت ضغط بعدم التوسع فى فتح جبهات حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

ولذلك بدلاً من رد سريع قد يؤدي بالمنطقة إلى اندلاع حروب أخرى وفتح جبهات جديدة، رأت الإدارة الأميركية التمهل والتأنى قبل اتخاذ أى قرار من شأنه العمل على اشعال المنطقة بالكامل.

ويذكر أنه قد سبق لبعض الجماعات العراقية والسورية المدعومة من إيران أن قامت بمهاجمة القواعد الأميركية في العراق وسوريا عقب اندلاع الحرب في غزة، وطلبت الإدارة الأميركية من الحكومة العراقية محاولة ايقاف هذه الهجمات، لكن حكومة العراق فشلت في ذلك، فاضطرت الولايات المتحدة الأميركية إلى توجيه ضربات على مواقع تلك الجماعات في العراق وسوريا قالت عنها القوات الأميركية بأنها جاءت «دفاعاً عن النفس».

وعلى ذلك فإن عملية الهجوم على «قاعدة البرج ٢٢» جاءت فى إطار الاشتباكات المتبادلة بين الجماعات الموالية لإيران والقوات الأميركية المتمركزة في الشمال الشرقى للأردن.

ويذكر أن «قاعدة البرج ٢٢» التى وقع بها الانفجار، تعتبر موقعاً استراتيجياً هاماً، فى أقصى منطقة شمالية شرقية في الأردن على الحدود السورية، وتعتبر هذه القاعدة مركزاً للدعم اللوچيستى للقيادة الأميركية هناك، ومركزًا لرصد أى حشد عسكرى إيراني محتمل في شرق سوريا. وكانت القيادة الأميركية قد انشأت نظام مراقبة عام ٢٠١١ يعرف باسم برنامج أمن الحدود لوقف تسلل المتشددين من سوريا والعراق إلى الأردن.

ويذكر أن هناك ما يقرب من ٣٥٠ فرد من أفراد الجيش والقوات الأميركية الذين يعملون في هذه القاعدة، بالإضافة لعدد من قوات الجيش الملكى الأردنى.

رشدي الشافعي

المهندس رشدي الشافعي
مؤسس ورئيس تحرير جريدة «الحرية» منذ عام 2009.
بكالوريوس الهندسة المدنية «إنشاءات»
كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية.
صحفي، مدير مكتب جريدة الجمهورية المصرية
في باريس سابقاً.
رئيس مجلس التعاون المصري- الأوربي.
زر الذهاب إلى الأعلى