الرأي الحر

إتحاد ومسجد وكنيسة بهولندا بداية واحدة … لكن النهاية مختلفة..!

بقلم: مصطفي كمال الأمير

نجحت الكنيسة القبطية المصرية بهولندا، بفضل رؤية وحكمة الأنبا أرساني منذ عام ١٩٨٥،في العمل والنجاح بالوصول لثمانية كنائس بختلف مدن هولندا ودير مصري كبير في شرق هولندا “مساحته ٢٥فدان”، تقدم خدمات دينية اجتماعية صحية وثقافية للمصريين الأقباط ، وتربية وتعليم أطفالهم اللغة العربية في مدارس الأحد لربط الأسر المصرية هناك بجذورهم الوطنية، مع محل تجاري مجاور لكنيسة امستردام لبيع كل المنتجات المصرية، منها فسيخ شم النسيم وحلاوة المولد حتي فانوس رمضان
مع المركز الثقافي القبطي والهيئة القبطية الهولندية التي تعقد منذ ثمانية أعوام مؤتمرها الدولي سنويا في امستردام.

بينما فشلت الجالية المصرية في عقد مؤتمر عام للمصريين منذ عام ٢٠١٢
علماً بأن المصريين المسجلين في الكنيسة عددهم بالآلاف أكثر من المسجلين في دفتر السفارة المصرية نفسها في لاهاي

وظل مسجد التوحيد السلفي منذ ١٩٨٨ وحيداً في امستردام ، بعد خلطه الدين بالسياسة ودخوله فتنة الاخوان التي فرقت بين المصريين حتي داخل المسجد الواحد، بينما يوجد خمسمائة مسجد للمغاربة والاتراك بهولندا..!

أما اتحاد المصريين فهذه قصة أخري :
بمناسبة مرور 32 عام علي أنشاء أول أتحاد للمصريين في هولندا (أفتتح المقر في 24 ديسمبر 1986) في حي شمال أمستردام علي بعد خطوات من الكنيسه المصريه ، مع كوكبة من الأعضاء الذين رفعوا أسم الأتحاد عاليا ، وبفضل تضحياتهم ولد عملاقا.

كان هذا الإتحاد من أقوي الأتحادات المصريه في أوروبا ..
المرحوم محمد محمود أول رئيس ، والمرحوم أحمد عدويه والمرحوم ماهر أبو شنب ، ومحمد المصري ومجدي عاشور ومجدي مصطفي وسمير بدوي محمد ،وموسي سلمان والمرحوم أسامه أبو الخير وشوقي عفت وشوقي ابو الخير ، وسعيد موسي عثمان وسيد الصعيدي والدكتور محمد مكاوي والدكتور صلاح سعيد آخر رئيس للاتحاد قبل انهياره عام ١٩٩٥.
تكاثرت بعدها عشرات الجمعيات والاتحادات الملاكي الخاصة ، التي لا تمثل سوي أصحابها المنتفعين منها.

هل يمكنا أن نحلم بعودة اتحاد المصريين الأصلي, والاستفادة من المهندسين والأطباءلمساعدتنا في الخروج من الغيبوبة حالة ” الكوما ” التي أصابت الجالية بهولندا بسبب شلة المصالح ومافيا السماسرة .. وتجار البيزنيس الذين قفزوا مؤخراً الي ساحة العمل الثقافي الاجتماعي ، لكن بهدف تجاري للترويج لأنفسهم وتلميع اسمائهم باستخدام سطوة المال والبلطجة علي حفل اتحاد الشباب المصري الهولندي يوم ١٤ فبراير ٢٠١٨ ؟

مع الأنانية وحب الزعامة مع النفاق وسوء النية وكل هذه الأمراض النفسية والاجتماعية المزمنة التي فشل المصريين في التخلص منها، حتي بعد قضاء أكثر من نصف عمرهم في هولندا.
لم يتعلم هؤلاء، خلالها نظام العمل وثقافة الحرية وبناء علاقات صحية مبنية علي الثقة والاحترام.

وفي النهاية مع بارقة أمل ونقطة ضوء في نهاية النفق المظلم، بعد حصول جراح القلب الدكتور صلاح سعيد علي وسام ملكي هولندي تقديراً لجهوده الطبية، كان حصل عليه أيضاً طبيب الأطفال دكتور رامز الياس، كما حصلت الاستاذة اميمة نور قبل ربع قرن علي وسام ملكي هولندي تكريماً لدورها الاجتماعي، وهناك الأمثلة الطيبة المشرفة التي تعطي بصيص أمل لمستقبل أفضل للجاليات المصرية في الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى