الرأي الحر

مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج … بين مؤيد، ومعارض

القاهرة: مصطفى رجب

فور انطلاق مؤتمر الكيانات المصرية بالخارج انطلقت حملات الاعتراض والتأييد كالعادة وتمثلت حملات المعارضة ممن لم يحضروا المؤتمر على الشخصيات الموجودة فى المؤتمر وشرعيتها فى الحضور وايضا الاحتجاج على عدم دعوة شخصيات يرون انه كان من المفروض دعوتها.

بينما اقتصر الطرف الآخر على حملات المباركة بنجاح المؤتمر بصفة عامة ، ولم يتعرض أى من الطرفين بحرفية لتحليل وجهة نظره ، فمن المفروض أن يقيم المؤتمر بناء على عدة نقاط منها مثلا الاعداد للمؤتمر والتنظيم والحضور ونوعية ورش العمل والمحاضرين وكيفية تسيير الجلسات توقيتاتها وتوصيات المؤتمر.

وبالرغم من كل ذالك فإنى اعتقد أن نجاح المؤتمر يعتمد على المتابعة وتنفيذ التوصيات فى خلال الفترة الزمنية التى قررها الموصون.

ولا ادرى أن كانت هذه عادة أو أفة تفشت لدى الشعب المصرى بصفة عامة فى الحكم على الأشياء أو الأشخاص فنرى على مر العصور فريق من الناس يخلد الحاكم ويسبح بأمره وفريق آخر يخسف به الأرض ويسبه ولم يلجأ احد الى تحليل واقعى لإجابيات وسلبيات الشخصية ليكون عادلا فى رأيه وفى حكمه.

وإذا تعرضنا إلى النقاط السابقة والتى اقترحناها لتقييم المؤتمر فتستطيع القول :

١- بالنسبة للأعداد لانعتقد أن الوقت كان كافيا للتواصل مع كل الكيانات الموجودة بالخارج فقد تم الدعوة للمؤتمر ١٥ يونيو أى ٤ أسابيع قبل انعقاد المؤتمر وبالتواصل مع الكيانات فى اوروبا وجدنا ان الكثير منهم ليس لديه علم بهذا المؤتمر ومنهم من لديه ارتباطات فى ذالك التوقيت وفور إبلاغ الوزارة بذالك طلبوا أن ترسل هذه الكيانات التى لم تصلها الدعوة بياناتهم وملفاتهم القانونية لتسجيلهم ، بعض هذه الكيانات كانت مسجلة مع الوزارة منذ اكثر من عام ولكن الوزارة صرحت ان ذالك تسجيل خاص بالمؤتمر وسارعت الكيانات فى إرسال بياناتهم ومنهم من وصلت بياناته متأخرة ، ولوحظ فى المؤتمر وجود شخصيات فردية على انهم كيانات وايضا وجود كيانات ليس لها اى وجود على ارض الواقع.
لذا فنحن نرى أن الوقت لم يكن كافيا للإعداد للمؤتمر وكان لذالك تأثيرا كبيرا فى عدد الاحتجاجات ولهم كل الحق فالأعداد الجيد يتطلب الوقت الكافي للتواصل والفرصة للكيانات لتجهيز أجنداتهم .

٢- التنظيم: إذا كان التقييم (ممتاز،جيد جدا،جيد ،عادى ، سيئ ، سيئ للغاية) فتستطيع القول انه جيد ، لقد رأيت بعينى كيف كان يعمل فريق العمل لمحاولة الوصول الى تنظيم قوى لاستقبال الوفود وتنظيم الصالات وتسليم بطاقات الحضور وتسجيل الاستمارات والإشراف على الوجبات وتنظيم الباصات للخروج والعودة وتنظيم محاضرة المؤتمر الأولى وورش العمل المختلفة فى اليوم الثاني والضغوط التى تعرضوا لها ممن لم يجدوا بطاقات الحضور وممن يريدون الحضور بدون دعاوى وكيف تعاملوا معها وحرص الوزيرة ومساعدها على حضور كل الجلسات.

كان من الممكن الارتفاع بمستوى هذا التقدير إذا كان هناك كنترول على فترة الاسألة والإجابات فلم تكن هناك أى قواعد تحكمها مما سمح لبعض المشاركين للحديث عن نفسه وعائلته واولاده وليس لديه سؤال مما سبب حالة من الهرج وضياع الوقت وايضا سأم بعض الحاضرين الذين كان لديهم أسألة ولكن الوقت لم يسمح.

٣- الحضور: صالة الاجتماعات وصالات ورش العمل لا اعتقد كانت تتحمل اكثر من العدد الذى حضر ويحب أخذ ذالك فى الاعتبار للمؤتمرات القادمة وأعتقد أن ذالك كان له اثر فى عدم قبول بعض الكيانات ولكن كان يمكن تفادى ذالك بالتدقيق فى حالات المتقدمين خاصة ًوان كان هناك ممن لا يجب حضورهم
واستطيع القول أن بعض الحضور أساء الى مظهرنا ببعض الخطب التى لم يكن من ورائها سوى الاستعراض الشخصي والحرص على التقاط الصور أو الانحشار فيها بطريقة غير لائقة بينما نجح البعض الاخر فى تعديل الميزان بكلمات موضوعية.

٤- نوعية ورش العمل: اكثر من ممتازه فهى تغطى كل احتياجيات المصريين بالخارج ولكن من الأفضل فى المستقبل الفصل بين مصريين البلاد العربية ومصريين اوروبا وأستراليا وأمريكا وكندا لأن الاحتياجيات والمشاكل تختلف اختلاف كلى مما يسهم فى التركيز فى الاستفادة من وقت الحضور

٥- المحاضرين: اكثر من ممتاز، جميعهم على مستوى المسؤلية ، استطاعوا الرد على جميع الاسألة والاستفسارات ، تمتعوا بسعة الصدر

٦- التوقيتات: فى البداية كان جدول الأعمال يحتوى على فترة مسائية يوم الجمعة وفترة صباحية فقط يوم السبت وقد جهز كثير من الحضور توقيتاتهم على هذا الأساس وانا واحد منهم ولكن ٤ أيام قبل المؤتمر قررت الوزارة اضافة مواد أخرى للجدول رغبة منهم فى الاحتفاء وتكريم الوفود باستضافتهم لمشاهدة فيلم العبور ولهم جزيل الشكر على ذالك مع اضافة رحلتين يومى الأحد والاثنين لقناة السويس الجديدة وجبل الجلالة وكنت أتمنى ان يسمح وقتى لحضورهم ولكن للأسف كان هناك ارتباطات فى لندن
بدأ الجلسات ٩.٣٠ صباح اليوم الثاني كان بدرى جدا.

٨- توصيات المؤتمر: لا اعلم من شارك فى وضع التوصيات ولكن كان من الممكن ان تكون هناك توصيات عملية اكثر مع خطة عمل )action plane( ومن المسؤل عن التنفيذ ولكن كان أهمها موافقة الحاضرين على الاطر التنظيمية التى يضعها مقترح قانون الهجرة مع توفير آلية تقديم المقترحات إلكترونياً للجنة العليا للإصلاح التشريعي، وكان من الممكن ان تحتوى ايضا توضيح وتفعيل مشروع الشباك الواحد خاصة أن هناك الكثير من المصرين بالخارج يطوفون بالأيام حول اروقة المصالح المصرية لإنهاء أوراقهم دون فائدة.

يجب ان تشكل لجنة من الوزارة والمشاركين للإشراف على تنفيذ التوصيات.

يبقى الآن الإجابة على السؤال المطروح: وهو هل نجح المؤتمر فى تحقيق أهدافه؟  ولو كانت الإجابة محصوره فى (امتياز، جيد جدا ، جيد ، عادى ، دون المستوى ، سيئ ) لأعطيته فى تقديرى درجة جيد بأعتباره أول مؤتمر للكيانات المصرية بالخارج ولو أخذ فى الاعتبار الدروس المستفادة مما سبق لاصبح من الممكن الارتقاء بدرجة تقييم المؤتمر القادم.

نحن نبنى للأجيال القادمة فدعنا ندع المصالح والأجندات الشخصية جانبا كى يذكرنا الأجيال القادمة بالخير.

وفى الختام هذا تقييم شخصى وليس حكما عاما على المؤتمر.

مصطفى رجب
رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا

الحرية - خاص

جريدة الحرية موقع إلكتروني يصدر من باريس عن مجلس التعاون المصري الأوربي يهتم بشؤون المصريين والجاليات المصرية في الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى