نافذة الحرية

“الحرية المصرية”.. تاريخ ومحطات!

بقلم: رشدي الشافعي

رشدي الشافعي

قبل أكثر من تسعة أعوام، وفي أكتوبر عام 2009 صدر العدد الأول من صحيفة “الحرية المصرية” صوت الجالية المصرية في فرنسا. وكانت تهدف في ذلك الوقت، إلى إبراز وتوثيق الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المصريون في فرنسا.

وكانت جريدة الحرية المصرية “الورقية” تطبع في القاهرة وتوزع في باريس وجنوب فرنسا وعدد من المدن الفرنسية وكان يتم إرسالها أيضا الي بعض الزملاء في عدد من المدن الأوربية عن طريق الشحن أو البريد.

ويشهد الجميع أن “الحرية المصرية” قامت بدور هام في تلك الحقبة الزمنية، ولعبت دورا ملحوظا في تعارف وربط عدد كبير من أبناء الجالية المصرية المقيمين في فرنسا بعضهم ببعض – من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها – وقامت بتوثيق الأنشطة المختلفة وسمحت بإنفتاح الجالية المصرية في فرنسا على زملاء وأخوة لنا، في الجاليات المصرية المنتشرة بأوربا.

في عام 2011 ساهمت جريدة “الحرية المصرية” في الدعوة لانعقاد أول مؤتمر عام لاتحاد الجالية المصرية في فرنسا والذي عقد في 16 أبريل عام 2011 في مدينة نيس جنوب فرنسا وحضره رؤساء وقيادات وممثلي الجمعيات والروابط والهيئات المصرية في مدن باريس ومرسيليا وليون ونيس وكان وإمارة موناكو.

هذا المؤتمر الذي أسفر عن تكوين المجلس التمثيلي للجمعيات والاتحادات المصرية في فرنسا والذي كان يعبر عن كتلة كبيرة من أبناء الجالية المصرية في جنوب وشمال فرنسا، وصدر عن المؤتمر أيضاً عدة توصيات سجلت في عدد جريدة الحرية المصرية الصادر بتاريخ شهر يونيه عام2011، وكان من بين التوصيات هي ضرورة تمثيل المصريين في الخارج بعضوية مجلس الشعب، وهو ما حدث في انتخابات المجلس عام 2015.

واستمرت جريدة “الحرية المصرية” في تسجيل المواقف الداعية إلى مزيد من التفاهم والتواصل والتعاون بين أبناء مصر في الخارج وتبنت الدعوة لعقد مؤتمر “قيادات الجاليات المصرية في أوروبا” الذي عقد في شهر ديسمبر عام 2012، بدعوة من فرنسا وحضره ممثلي وقيادات عدد من الجمعيات والروابط والمنظمات المصرية في كل من دول: هولندا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وأسبانيا والسويد والنمسا وأيرلندا الشمالية والدانمرك وإيطاليا وسويسرا.

وكان هذا اللقاء هو الأول الذي جمع كل هذا العدد الكبير من ممثلي وقيادات الجالية المصرية الذين حضروا من مختلف دول أوروبا ليجتمعوا في العاصمة الفرنسية باريس، وشهد هذا اللقاء نجاحاً كبيراً بشهادة كل من حضره.

اثمر هذا اللقاء عن تعارف، وتقارب عدد كبير من المصريين المقيمين في أوربا، وكانت هناك طموحات كثيرة ومتعددة بشأن إستثمار هذا اللقاء ليكون بداية نواة تعاون وتضامن وإخاء في المهجر، وكانت هناك خواطر ورغبة في استثمار ذلك لتكوين أو تشكيل فريق عمل قوى يعبر عن الجالية المصرية في أوروبا ويسمح بتعاون وتعارف وتآلف أكبر بين شريحة هامة، لديها اهتمامات متقاربة .

عقدت إثر ذلك عدة لقاءات في السويد وإيرلندا الشمالية وبريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، غير أن كل هذه الأفكار الطيبة الداعية للتفاهم والإخاء والتواصل، لم تثمر عن تكوين على مستوى كل هذه الطموحات – كما كان متوقعا منها – رغم قناعتي الشخصية بأنه كان في الإمكان تحقيق نتائج طيبة وأفضل مما توصلنا إليه، غير أنه لأسباب كثيرة ومتعددة (سنذكرها فيما بعد في مناسبات أخرى)، لم يحدث ما كان من شأنه أن يحقق طموحات البعض أو ما يحلم به البعض الآخر، وكانت جريدة الحرية المصرية حاضرة في كل هذه الأحداث.

وبعد أن قامت “الحرية المصرية” بدورها كصحيفة ورقية خلال السنوات الماضية، أردنا أن تكون الحرية المصرية بمثابة “نافذة” على العالم، يمكن أن تستثمر الثورة الإلكترونية التي نعيشها لتتحول إلى موقع إلكتروني قادر على التواصل مع المصريين في الخارج بشتى بقاع الأرض.

المصريون في الخارج يرغبون في أن تفتح لهم “نافذة” جديدة يطلون منها على أشقائهم في مختلف بلاد المهجر، يتبادلون الأفكار والآراء في ظل عالم تهيأت فيه كل وسائل الاتصال السريعة، وأصبح ما يحدث في باريس يهم أخوة لنا يعيشون على الساحل الغربي الأمريكي في كاليفورنيا مثلاً.

لم تكن النسخة الورقية من جريدة “الحرية المصرية” كافية لتلبى احتياجاتنا وأهدافنا من التواصل بأكبر عدد من الزملاء في أوروبا وفي العالم بصفة عامة، وعلى هذا قررنا إطلاق الموقع الإلكتروني لجريدة “الحرية المصرية” الذي نود أن ينال إعجابكم.

هذا الموقع لن يكون بالضرورة موقعاً إخبارياً لنقل الأخبار العاجلة فهناك العديد من مواقع الصحف اليومية التي تقوم بذلك، بل أنه يعتبر في المقام الأول منبراً للرأي الحر للمصريين في الخارج، يفتح نافذة جديدة على أبناء مصر المنتشرين في شتى بقاع العالم، ويقدم تحليلاً للأخبار والأحداث التي تمر بنا، والموقع يعتبر سجل لتوثيق نشاط الجاليات المصرية في أوروبا والعالم، يناقش الموضوعات التي تهم المصريين في الخارج بالدراسة والتحليل.

ونهدف أن يكون موقعنا بعيداً عن المصالح الخاصة أو الحزبية أو المعادلات السياسية، والتي يمكن أن تقودنا إلى خلافات سياسية معقدة نحن في غنى عنها بتواجدنا في الخارج. فالموقع مستقل بهويته،  لا يدين بالولاء لأشخاص معينة، وإن كان هناك ولاء فهو حتما للوطن “مصر” فقط.

وهنا نؤكد عن رغبتنا في أن يكون موقعنا متنفساً للمصريين المغربين، ينشر آرائهم بكل حرية في إطار احترام مشاعر الغير، وعدم المساس بكرامة الإنسان، أو الاعتداء اللفظي على بعض الزملاء، أو بث الكراهية بيننا البعض.

وللتأكيد على دور “الحرية المصرية” في العمل الاجتماعي، والخدمي يشرفنا أن نسجل اللحظات والأحداث الهامة في تاريخ الجالية المصرية في الخارج، وأن ننشر تباعاً أخبار الجاليات المصرية في أوروبا، وبالطبع في الدول العربية وأيضا في أميركا وآسيا، حيث أردنا أن نكون بمثابة موقع توثيقي لأهم الأحداث التي تهم الجالية المصرية، في أوروبا بصفة خاصة وفي العالم على وجه العموم، وصفحاتنا مفتوحة لتسجل جميع الآراء والأفكار التي تهم المصريين في الخارج.

وترحب “الحرية المصرية” باستقبال الآراء والأفكار للزملاء على بريدها الإلكتروني ابتداء من اليوم.
والله ولى التوفيق،

رشدي الشافعي

 

رشدي الشافعي

المهندس رشدي الشافعي
مؤسس ورئيس تحرير جريدة «الحرية» منذ عام 2009.
بكالوريوس الهندسة المدنية «إنشاءات»
كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية.
صحفي، مدير مكتب جريدة الجمهورية المصرية
في باريس سابقاً.
رئيس مجلس التعاون المصري- الأوربي.
زر الذهاب إلى الأعلى