ثقافة

صراع الأوبئة .. والإنسان !!

مهندس/ محي الدين غريب

ربما يمر العالم الآن تاريخيا بتجربة فريدة من نوعها، صعوبتها أننا لا نعرف رد فعل الإنسان عندما يتعرض لمثل هذا الوباء فى العصر الحديث، عندما يصبح الصراع على البقاء.

على مر التاريخ، أثرت الأوبئة على الحضارات بالأيجاب بعكس ما هو متوقع وبالرغم من أنها حصدت عشرات الملايين من البشر.

ففى طاعون جستنيان فى أوروبا بين القرنين السادس والثامن، قتل الوباء نصف سكان أوروبا وساهم تفشي هذا الوباء فى إضعاف بعض الحضارات (أمبراطورية  بيزنطية )، ولكنه سمح للحضارات الأخرى باستعادة الأراضي البيزنطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا.

وفى  الطاعون الأسود الذى استمر 4 اعوام من1347، فتل حوالى 25 مليون، ولكنه ساهم لتحسن حياة الناجين وخلق المزيد من فرص العمل، ووقف الحروب.

وفى وباء الجدرى فى القرنين 15-17، أودى الجدري بحياة قرابة 20 مليون ، أي نحو 90% من سكان الأميريكتين. وساعد هذا الوباء أوروبا على استعمارها ونقل الحضارة اليها. 

صراع الأوبئة، والإنسان

وفى وباء الكوليرا فى الهند بين الأعوام 1817 – 1823،  إلحق الضرر بعشرات الملايين بأغلبية ساحقة في البلدان الفقيرة التي تعاني من التوزيع غير العادل للثروة وتفتقر إلى التنمية الاجتماعية، وساهم هذا الوباء فى ظهور منظمات حقوق الإنسان لمساعدة الطبقات الفقيرة لأسترداد حقوقها.

وفى الإنفلونزا الإسبانية بين عام 1918 – 1919، قتل أكثر من 50 مليونا على مستوى العالم، ساهم ذلك على انتشار البحث العلمى لفهم كيفية انتشار الوباء وطرق الوقاية منه.

 

وفى إنفلونزا هونع كونغ (1968 – 1970، فتل خوالى مليون فى العالم، حيث ساعد هذا الوباء منظمات الصحة العالمية على فهم اهمية عمليات التلقيح في منع تفشي المرض مستقبلا.

فياترى ماذا سيستفيد العالم من انتشار فيروس الكورونا كوفيد-19؟

 

محي الدين غريب

مهندس/ محي الدين غريب
كوبنهاجن - الدانمارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى