مجلس الشعب الفرنسي يرفض اقتراح حجب الثقة من الحكومة..
رفضت الجمعية الوطنية (مجلس الشعب الفرنسي) بأغلبية الأصوات، المذكرة التي تقدم بها أعضاء التحالف اليساري الفرنسي (الجبهة الشعبية الجديدة) لحجب الثقة عن حكومة “ميشيل بارنييه” في البرلمان، في أول محاولة من أحزاب اليسار لزعزعة شعبية الحكومة واسقاطها، بعد أن وصل عدد أصوات النواب المؤيدين لسحب الثقة الى 197 صوتا فقط، وهو عدد أقل بكثير من الحد الأدنى للإطاحة بالحكومة والذي يجب أن يبلغ 289 صوتا.!
ويذكر أن الجبهة الشعبية الجديدة تتكون من الحزبين الاشتراكي والشيوعي وأحزاب البيئة والخضر وعدد اخر من الأحزاب اليسارية الراديكالية والمتطرفة الأخرى في تحالف يساري قوي يمثل المعارضة، ولكنه لا يشكل أغلبية مطلقة في البرلمان.
وكانت هذه “الجبهة الشعبية” قد أعربت عن اعتراضها لاختيار الرئيس ايمانويل ماكرون لليميني المخضرم “ميشيل بارنييه” البالغ من العمر 73 عاما، ليكون رئيسا للوزارة وأن يشكل حكومة تآلف من بين أعضاء الحزب الجمهوري اليميني، وحزب الوسط “رينيسانس” الذي أنشـأه الرئيس ماكرون، بالإضافة لبعض أحزاب الوسط الأخرى.
والجدير بالذكر أن الجبهة الشعبية كانت قد حققت نتائج جيدة أبان الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا اليها الرئيس ماكرون عقب الانتخابات الأوربية الصيف الماضي، والتي أظهرت تفوق اليمين المتطرف بصورة كبيرة، غير أن الجبهة الشعبية التي تأسست خصيصا لدحر اليمين المتطرف، في الانتخابات النيابية لم تستطع بدورها الحصول على الأغلبية المطلقة المطلوبة في البرلمان.
وكانت الجبهة الشعبية قد تقدمت للرئيس ماكرون بعرض لاختيار رئيس وزراء يساري وتشكيل حكومة يسارية،باعتبار حصولها على أغلبية عددية أمام الأحزاب الاخرى، غير أن البرنامج الانتخابي لليسار وتشكيل أي حكومة يسارية كان محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، لاعتراض أغلبية اعضاء البرلمان على البرنامج السياسي لليسار، من مختلف الأحزاب التي تشكل البرلمان وهي أحزاب الوسط مكتملة بالاضافة لأحزاب اليمين بشقيه الجمهوري والمتطرف، ورفضهم له.
وتعتبر الجبهة الشعبية أن اختيار ماكرون لرئيس وزراء يميني يعتبر بمثابة انكار لنتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة، وهو الأمر الذي دعاهم لتنظيم عدة مظاهرات للتنديد بسياسة ماكرون وانحيازه لأحزاب اليمين.
