هل تستطيع المعارضة الديمقراطية في مجلس النواب .. أن تمنع ترامب من بناء الجدار الفاصل بين أميركا والمكسيك ؟
في ظل خلاف سياسي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمشرعون الديمقراطيون بشأن ميزانية الولايات المتحدة للعام الجاري، رفض الرئيس دونالد ترامب التوقيع بالموافقة على الميزانية المقدمة له من الهيئة التشريعية، ما لم تضمن هذه الميزانية الأموال الكافية لتمويل عملية بناء الجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك.
وكان الرئيس دونالد ترامب طلب تخصيص مبلغ ٥٫٧ مليار دولار لتمويل عملية بناء الجدار غير أن الديمقراطيون بالبرلمان الأميركي رفضوا طلب ترامب.
وبناء على رفض ترامب التوقيع على الميزانية توقفت الحياة بالنسبة للمؤسسات الحكومية بإيقاف صرف المبالغ الخاصة بهذه المؤسسات والوزارات الحكومية الأمر الذي أدى إلى توقف صرف المرتبات والأجور للعاملين بهذه المؤسسات التى تقدر بحوالي ٢٥٪ من المؤسسات الحكومية الفيدرالية والتي تم غلقها وحرمان العاملين بها والذين يبلغ عددهم أكثر من ٨٠٠ ألف موظف بلا رواتب حتى الآن!!
ومن بين هؤلاء الموظفون، عدد من العاملين بالمطارات ومكتب التحقيقات الفيدرالي “إف. بى.آى” والعاملين بوزارة الأمن الداخلي وأيضًا بعض حراس السجون ومهن حكومية أخرى.
وأصبح الإغلاق الحكومي للمؤسسات الحكومية بالولايات المتحدة الأميركية، هو الإغلاق الأطول في تاريخ الحكومات الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية سبق وأن شهدت خلافًا سياسيًا في عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون، أدى إلى إغلاق حكومي استمر لمدة ٢١ يومًا عامى ١٩٩٥ و١٩٩٦.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام حقه الدستوري بإعلان “حالة الطوارئ”، للتخلص من حالة الإغلاق الحكومي، بينما أعلن عدد من الديمقراطيين بالبرلمان عن اعتزامهم القيام بإجراءات قانونية عاجلة، إذا قرر الرئيس ترامب اللجوء إلى هذا الإجراء.
وقال دونالد ترامب بأنه مستعد لاستمرار إغلاق المؤسسات الحكومية الأميركية لسنوات، لكنه على أمل بأن يوافق الكونجرس على طلباته.
وأكد ترامب أنه لن يوافق على مشروع الميزانية دون تمويل الجدار، الذي يعارضه الديمقراطيون بشدة.
وصرح ترامب لوكالات الأعلام “أنه يفعل ذلك من أجل مصلحة البلاد وسلامتها!!”
وبالرغم من محاولة من مجلس النواب الأميركي لحل الخلاف، وتكوين لجنة شكلت خصيصًا للالتقاء بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن هذا اللقاء لم يثمر عن شىء، واستمر الرئيس الأميركي في موقفه الرافض للتوقيع على الميزانية واستمرار الإغلاق الحكومي طالما لم تخصص ميزانية لإنشاء الجدار على الحدود مع المكسيك.
ووصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي “نانسي بيلوسي”، الاجتماع مع الرئيس ترامب بأنه كان “اجتماعًا خلافيًا” لم يصل إلى نتيجة.
وقال تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي “طلبنا من الرئيس إنهاء الإغلاق الحكومي لكنه رفض ذلك”!
ويؤكد ترامب أنه يستطيع “إعلان حالة طوارئ وطنية” لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك دون أخذ موافقة الكونجرس.
ويذكر أن أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين كانوا قد أعدوا مؤخرًا مشروعًا للميزانية من أجل إعادة فتح المؤسسات الحكومية، ويشتمل هذا المشروع على مبلغ ١٫٣ مليار دولار كميزانية مخصصة لما أطلق عليه “تمويل أمن الحدود”، غير أن هذا التشريع لا يمكن أن يكون صالحًا دون موافقة مجلس الشيوخ.
وعندما عرض المشروع على مجلس الشيوخ الذى تسيطر عليه أغلبية من الحزب الجمهوري، رفض النائب “ميتش ماكونيل” زعيم الحزب الجمهوري في الكونجرس الموافقة عليه وقال أن الحزب الجمهوري لن يدعم أي مشروع لا يحظى بدعم الرئيس ترامب.
ومن الجدير بالذكر أن الجمهوريون في مجلس النواب كان قد سبق لهم تحرير مشروع تمويل أولى بقيمة 5 مليارات دولار لبناء الجدار خلال شهر ديسمبر الماضي (عندما كانت لهم الأغلبية)، غير أنهم لم يحصلوا على ٦٠ صوتًا من بين المائة صوت في مجلس الشيوخ لإقرار المشروع.
وعند إعادة المشروع كانت الأمور قد تغيرت، كسبت المعارضة وخسر الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب، وأصبح الديمقراطيون هم الذين لهم الغلبة والأغلبية في المجلس، وعلى هذا لم يدرج في مشروع الميزانية، التمويل اللازم لبناء الجدار الفاصل مع المكسيك.