أخبار من باريس

أكبر عملية تجميل لبرج إيفل في باريس

 

برج ايفل ونهر السين في باريس

 

في أكبر عملية تجميل استثنائية، يستعد برج إيفل الشهير في قلب العاصمة باريس للخضوع لعملية صيانة وتجميل، لم يشهدها البرج من قبل، منذ افتتاحه في ١٥ مايو عام ١٨٨٩، تبدأ عمليات الصيانة وإعادة دهان سطحه بالكامل قبل نهاية العام الجاري ٢٠١٨، وتستمر لمدة تقارب من الثلاث سنوات لتنتهي في منتصف عام ٢٠٢١.

ويذكر أن البرج يشهد عملية إعادة دهان أجزاؤه بالكامل مرة كل سبعة أعوام، غير أن هذه المرة – والتي تعتبر المرة العشرين -هي بمثابة مراجعة لبعض التشققات في طبقات الدهان السابقة، التسعة عشر- وأصبح من غير الممكن إعادة دهانه فوق كل هذه الطبقات والقشور المنتشرة في بعض الأماكن.

وعلي ذلك قرر المهندسون المتخصصون في الصيانة، ضرورة التخلص من بعض طبقات الدهانات السابقة وإزالتها بالكامل وتعرية بعض الأجزاء المعدنية وذلك باستخدام المواد الكيميائية لإزالتها تماماً ووضع طبقة مقاومة للصدأ قبل دهانها، وهو الأمر الذي يساعد علي التخلص من ما يقرب من أربعين طناً من الدهانات القديمة التي تتسبب في أحمال إضافية تقع علي ظهر برج باريس الجميل…وبعد ذلك يتم دهان البرج بأكمله باللون البني المميز لبرج أيفل.

ويذكر أن هذه الدهانات ليس الهدف منها هو تجميل الشكل الخارجي للبرج فقط، بل أن أجراؤها يعتبر شيئا ضروريا وجوهريا لحماية البرج من المياه والعوامل الجوية والتلوث البيئي الذي قد يهدد الأجزاء المعدنية بالصدأ، والذي يعتبر العدو الأول للمنشآت المعدنية.

وستشمل عملية الصيانة أيضاً مراجعة شبكة الإضاءة الكهربائية للبرج التي تم تغيير مصابيحها مؤخراً بمصابيح إضاءة حديثة من «الليد» لتوفير الطاقة.

ويذكر أنه في كل عملية صيانة ودهان للبرج والتي تقام كل سبع سنوات فإن وزن البرج يزيد بمقدار ستين طناً، هي صافي وزن الدهانات علي سطح البرج بعد جفافها وتستمر العملية ما يقرب من عام ونصف وتتكلف حوالي 6 ستة ملايين يورو، غير أن هذه المرة يستمر العمل فيها ما يقرب من ثلاث سنوات – في أول عملية تجميل استثنائية للبرج منذ إنشائه – وتتكلف حوالي أربعين مليون يورو !! ويشترك في عملية الدهان ما يقرب من ثمانين شخصاً من المدربين على تسلق الجبال والعمل على الأسطح العالية والمواقع الصعبة في أكبر عملية تجميل يشهدها برج إيڤل الشهير.

ويذكر أن برج إيڤل يبلغ وزنه ما يزيد عن عشرة آلاف طن، ويصل ارتفاعه إلى ٣٢٤ مترا عند منسوب الهوائيات (الأيريال)، وقام بزيارته منذ إنشائه أكثر من ثلاثمائة مليون زائر، ويعتبر المقصد السياحي الأول في باريس.

رشدي الشافعي

المهندس رشدي الشافعي
مؤسس ورئيس تحرير جريدة «الحرية» منذ عام 2009.
بكالوريوس الهندسة المدنية «إنشاءات»
كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية.
صحفي، مدير مكتب جريدة الجمهورية المصرية
في باريس سابقاً.
رئيس مجلس التعاون المصري- الأوربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى